Skip links
اورام الغدد اللعابية

أعراض اورام الغدد اللعابية وأسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها

تُعد أورام الغدد اللعابية من الحالات الطبية التي تحتاج إلى وعي خاص وتشخيص دقيق، ,نظرًا لأنها قد تظهر في صورة أعراض بسيطة مثل تورم أو كتلة صغيرة في منطقة الفم أو الوجه أو الرقبة، لكنها في بعض الأحيان قد تكون مؤشّرًا على مشكلات أكبر تستدعي التدخل الطبي. معرفة اعراض أورام الغدد اللعابية وأسبابها يساعد على اكتشاف المرض مبكرًا، كما أن الفحوصات المتخصصة تساهم في تحديد التشخيص الصحيح ووضع الخطة العلاجية المناسبة. وفي هذا المقال نستعرض معًا أبرز الأعراض، الأسباب، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة لهذه الأورام، فاحرصوا على المتابعة.

ما هي اورام الغدد اللعابية؟

اورام الغدد اللعابية هي نمو غير طبيعي للخلايا يبدأ في الغدد اللعابية، وتُعد من الحالات النادرة. والغدد اللعابية مسؤولة عن إنتاج اللعاب، الذي يساعد على الهضم، ويحافظ على رطوبة الفم، ويدعم صحة الأسنان.

وهناك ثلاث مجموعات رئيسية من الغدد اللعابية تقع أسفل وخلف الفك، وهي:

  • الغدد النكفية أو النكافية.
  • الغدد تحت اللسان.
  • الغدد تحت الفك السفلي.

وبالإضافة إلى ذلك، توجد العديد من الغدد اللعابية الصغيرة في الشفاه وداخل الخدين وفي مختلف أنحاء الفم والحلق. ويمكن أن تظهر اورام الغدد اللعابية في أي غدة لعابية، إلا أن معظمها يحدث في الغدة النكفية. ومن بين هذه الأورام، فإن الغالبية ليست سرطانية، فلكل خمسة أورام في الغدة النكفية، يكون واحد فقط في المتوسط ورمًا سرطانيًا.

وعادةً ما يكون علاج اورام الغدد اللعابية عن طريق الجراحة لاستئصال الورم، وقد يحتاج المرضى المصابون بأورام سرطانية في الغدد اللعابية إلى علاجات إضافية.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

أعراض اورام الغدد اللعابية

قد تشمل علامات وأعراض اورام الغدد اللعابية ما يلي:

  • وجود كتلة أو تورم على أو قرب الفك أو في الرقبة أو الفم.
  • ضعف في عضلات أحد جانبي الوجه.
  • تنميل في جزء من الوجه.
  • ألم مستمر بالقرب من إحدى الغدد اللعابية.
  • صعوبة في فتح الفم بشكل واسع.
  • صعوبة في البلع.

اقرأ أيضاً: أعراض التهاب الغدد اللعابية وكيف يمكن علاجها؟

أسباب اورام الغدد اللعابية

السبب الدقيق لمعظم اورام الغدد اللعابية غير معروف، وقد حدّد الأطباء بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، مثل التدخين والعلاج الإشعاعي للسرطان. ومع ذلك، ليس كل من يُصاب بورم في الغدد اللعابية لديه هذه العوامل. وما زالت الأبحاث مستمرة لمعرفة الأسباب الدقيقة لظهور هذه الأورام.

وتحدث اورام الغدد اللعابية عندما تصاب خلايا الغدة اللعابية بتغيرات في الحمض النووي (DNA)، ويحتوي الحمض النووي على التعليمات التي توجه الخلية لما يجب أن تفعله. ففي الخلايا السليمة، تعطي هذه التعليمات أوامر للنمو والانقسام بمعدل محدد، وأوامر بالموت في وقت معين.

أما في الخلايا الورمية، فتتغير هذه التعليمات لتأمر الخلايا بإنتاج عدد أكبر بكثير من الخلايا بسرعة، وتسمح لها بالبقاء حيّة في حين تموت الخلايا السليمة. وهذا يؤدي إلى تراكم عدد كبير من الخلايا غير الطبيعية. وفي بعض الأحيان، تؤدي هذه التغيرات إلى تحوّل الخلايا إلى خلايا سرطانية، قادرة على غزو أنسجة الجسم السليمة وتدميرها. ومع مرور الوقت، قد تنفصل الخلايا السرطانية وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتُعرف هذه الحالة بالسرطان المنتشر (Metastatic cancer).

وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باورام الغدد اللعابية ما يلي:

  • التقدم في العمر، فعلى الرغم من أن أورام الغدد اللعابية يمكن أن تحدث في أي عمر، إلا أنها أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
  • التعرض للإشعاع مثل العلاجات الإشعاعية المستخدمة لعلاج سرطانات الرأس والرقبة.
  • التدخين التبغ، حيث يرفع التدخين من خطر الإصابة بأورام الغدد اللعابية.
  • العدوى الفيروسية مثل الإصابة السابقة بفيروس إبشتاين-بار، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
  • التعرض المهني لبعض المواد، حيث تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يعملون في صناعات معينة مثل صناعة المطاط أو النيكل

تشخيص اورام الغدد اللعابية

عادةً يبدأ تشخيص اورام الغدد اللعابية بالفحص السريري للمنطقة من قِبل الطبيب، وقد تُستخدم الفحوص التصويرية والخزعة لتحديد موقع الورم ومعرفة نوع الخلايا المكوّنة له. ويقوم الطبيب بالكشف في الفك والرقبة والحلق للكشف عن وجود كتل أو تورم. وقد تتضمن الفحوصات الأخرى:

  • الفحوص التصويرية: تُظهر الفحوص التصويرية صورًا للجسم، وتساعد على تحديد موقع وحجم ورم الغدة اللعابية، وقد تشمل هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan).
  • الخزعة: الخزعة هي إجراء يتم فيه أخذ عينة من النسيج لفحصها في المختبر، ولجمع العينة، قد يُستخدم الشفط بإبرة دقيقة (Fine-needle aspiration) أو خزعة بإبرة أساسية (Core needle biopsy). وأثناء الخزعة، تُدخل إبرة رفيعة في الغدة اللعابية لسحب عينة من الخلايا المشتبه بها، ثم تُرسل العينة إلى المختبر لتحديد نوع الخلايا وما إذا كانت سرطانية.

إذا تم تشخيص الإصابة بسرطان الغدد اللعابية، قد يُوصى بإجراء فحوص إضافية لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر. وتساعد هذه الفحوص الفريق الطبي على تحديد مدى انتشار السرطان أو ما يُعرف بمرحلة المرض، وهو أمر أساسي في وضع خطة العلاج، وغالبًا ما تعتمد هذه الفحوص على التصوير الطبي للبحث عن علامات انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم.

وتشمل الفحوص التصويرية المحتملة: التصوير المقطعي (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan). ليس كل فحص مناسبًا لكل مريض، لذا يجب مناقشة الطبيب لتحديد الأنسب.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

علاج اورام الغدد اللعابية

عادةً ما يتضمن علاج أورام الغدد اللعابية إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، أما في حالات الأورام السرطانية، فقد يحتاج المريض إلى علاجات إضافية مثل: العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الموجّه، أو العلاج المناعي.

الجراحة:

قد تشمل الجراحة لعلاج اورام الغدد اللعابية ما يلي:

  • استئصال جزء من الغدة المصابة: إذا كان الورم صغيرًا وفي موقع يسهل الوصول إليه، tقد يكتفي الجرّاح بإزالة الورم مع جزء صغير من النسيج السليم المحيط به.
  • استئصال الغدة كاملة: إذا كان الورم أكبر حجمًا، فقد يوصي الجرّاح بإزالة الغدة اللعابية بالكامل، مع إمكانية إزالة بعض البُنى المجاورة إذا امتد إليها الورم، مثل الأعصاب الوجهية، أو القنوات التي تربط الغدد اللعابية، أو عظام الوجه، أو الجلد.
  • استئصال العقد اللمفاوية في الرقبة: إذا كان الورم سرطانيًا، فقد ينتشر إلى العقد اللمفاوية، لذلك قد يقوم الجرّاح بإزالة بعض هذه العقد وفحصها للتأكد من وجود السرطان.
  • الجراحة الترميمية: بعد استئصال الورم، قد يُوصى بعملية ترميم لإصلاح المنطقة. إذا أُزيل جزء من العظم أو الجلد أو الأعصاب أثناء الجراحة، فقد يحتاج المريض إلى ترقيع أو نقل أنسجة أو عظام أو أعصاب من أماكن أخرى بالجسم لإعادة بناء الفم أو الوجه أو الحلق أو الفك. تهدف هذه الجراحة إلى تحسين القدرة على المضغ، والبلع، والتحدث، والتنفس، وتحريك عضلات الوجه.

وقد تكون جراحة الغدد اللعابية معقدة بسبب وجود أعصاب مهمة حول الغدد، مثل العصب الوجهي الذي يمر عبر الغدة النكفية ويتحكم في حركة الوجه. إزالة الأورام التي تشمل هذه الأعصاب قد تتطلب العمل حولها أو تحتها. وفي بعض الحالات، قد يتم شد العصب أثناء الجراحة مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في حركة عضلات الوجه يتحسن مع الوقت. نادرًا ما يُضطر الجرّاح إلى قطع العصب الوجهي لإزالة الورم بالكامل، وفي هذه الحالة يمكن ترميم العصب باستخدام أعصاب أخرى من الجسم أو بوسائل جراحية مختلفة.

العلاج الإشعاعي:

قد يوصي الفريق الطبي بالعلاج الإشعاعي في حالة سرطان الغدد اللعابية، ويُستخدم فيه حزم طاقة عالية مثل الأشعة السينية أو البروتونات. وغالبًا ما يتم العلاج باستخدام تقنية الإشعاع الخارجي حيث يستلقي المريض على طاولة بينما تدور آلة حوله لتوجيه الإشعاع بدقة إلى أماكن محددة في الجسم.

ويُستخدم العلاج الإشعاعي عادة بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية. وإذا لم يكن من الممكن إجراء الجراحة بسبب كبر حجم الورم أو موقعه المعقد، فقد يُستخدم الإشعاع وحده أو مع العلاج الكيميائي.

العلاج الكيميائي:

العلاج الكيميائي يعتمد على أدوية قوية لمكافحة السرطان، ولا يُعد علاجًا قياسيًا لسرطان الغدد اللعابية حتى الآن، لكن الأبحاث مستمرة لدراسة فاعليته. وقد يكون خيارًا في حالات السرطان المتقدم، وغالبًا يُستخدم مع العلاج الإشعاعي.

العلاج الموجّه:

العلاج الموجّه يستخدم أدوية تستهدف مواد كيميائية محددة داخل الخلايا السرطانية. ومن خلال منع هذه المواد، تؤدي الأدوية إلى موت الخلايا السرطانية. ويُستخدم هذا النوع من العلاج عندما لا يمكن إزالة الورم جراحيًا، أو في حالات السرطان المتقدم المنتشر أو الذي عاد بعد العلاج. وبعض هذه العلاجات لا تعمل إلا مع أورام تحتوي خلاياها على تغيرات وراثية معينة، لذلك قد تُفحص الخلايا في المختبر لتحديد ما إذا كان هذا العلاج مناسبًا.

العلاج المناعي:

العلاج المناعي للسرطان يعتمد على أدوية تساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها. وعادةً ما تختبئ الخلايا السرطانية من جهاز المناعة، لكن هذا العلاج يكشفها ويُعيد تنشيط المناعة ضدها. وقد يُستخدم العلاج المناعي في حالات لا يمكن فيها استئصال الورم جراحيًا، أو مع السرطانات المتقدمة التي انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو تلك التي عادت بعد العلاج.

في الختام، يمكن القول إن اورام الغدد اللعابية قد تختلف من حيث شدتها وطبيعتها، ولكنها جميعًا تحتاج إلى متابعة دقيقة وتشخيص مبكر لتفادي أي مضاعفات خطيرة. إذا كنت تعاني من أي تورم أو أعراض غير مفسرة في منطقة الفم أو الرقبة، فلا تتردد في التوجه إلى الطبيب المختص.

ويُعتبر د. حسن عاشور من أفضل الأطباء وأكثرهم خبرة في مجال جراحات الأورام والمناظير، حيث يقدّم التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل لكل حالة بما يضمن أعلى درجات الأمان والراحة للمريض. احجز الآن موعدك مع د. حسن عاشور لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة التي تستحقها.

Contact Form

اترك تعليقا

حجز العيادات