الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة في مقدمة الرقبة، تؤدي دورًا حيويًا في تنظيم عملية الأيض وإفراز الهرمونات التي تؤثر في نشاط الجسم بالكامل. لكن أحيانًا قد تشعر بتضخم في تلك الغدة وتلاحظ تورم في الرقبة ويجعلك هذا تشعر بالقلق. فما هو سبب تضخم الغدة الدرقية؟ وهل يمكن لهذا التورم أو التضخم أن يشفى من تلقاء نفسه أم أن الأمر يتطلب تدخلًا علاجيًا وجراحة؟ هذا ما سنوضحه لكم بالتفصيل في السطور التالية، فاحرصوا على المتابعة.
ما المقصود بتضخم الغدة الدرقية؟
تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية Goiter) هو حالة تكبر فيها الغدة الدرقية عن حجمها الطبيعي، وقد تتضخم الغدة بالكامل أو قد يتكون بها عقدة واحدة أو أكثر تُسمى العُقيدات الدرقية.
والغدة الدرقية هي غدة صماء صغيرة على شكل فراشة تقع في الرقبة أسفل تفاحة آدم، وتقوم بإنتاج هرموني الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، اللذين يلعبان دورًا في وظائف جسدية عدة، تشمل:
- عملية الأيض.
- تنظيم درجة حرارة الجسم.
- الحالة المزاجية والانفعال.
- النبض ومعدل ضربات القلب.
- الهضم.
وقد يرتبط تضخم الغدة الدرقية بزيادة أو نقص في مستوى هرمونات الغدة أو قد يحدث مع مستويات طبيعية من الهرمونات.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ما هي أنواع تضخم الغدة الدرقية؟
ويمكن تصنيف تضخم الغدة بعدة طرق:
حسب طريقة التضخم:
- التضخم البسيط: يحدث عندما تتضخم الغدة بأكملها وتبدو ملساء عند الفحص.
- التضخم العقدي: يحدث عند تكوّن كتلة صلبة أو مملوءة بسائل (عقدة) داخل الغدة، مما يجعلها تبدو متكتلة.
- التضخم متعدد العقد: يحدث عند وجود عدة عقد داخل الغدة، وقد تكون ظاهرة أو تُكتشف فقط عبر الفحص أو الأشعة.
حسب مستويات الهرمونات:
- التضخم السام: يحدث عندما تتضخم الغدة وتُنتج كمية زائدة من هرمونات الغدة الدرقية.
- التضخم غير السام: يعني أن الغدة متضخمة لكن مستويات الهرمونات طبيعية، أي أن المريض لا يعاني من فرط أو قصور في نشاط الغدة.
ويستخدم الأطباء هذه التصنيفات معًا لتحديد نوع التضخم عند التشخيص، فعلى سبيل المثال: التضخم السام متعدد العقد يحدث عند وجود أكثر من عقدة في الغدة، عادةً عدة عقد، وينم إنتاج كمية زائدة من هرمونات الغدة الدرقية.
ما هي أعراض تضخم الغدة الدرقية؟
قد يتراوح حجم تضخم الغدة الدرقية بين صغير جدًا بالكاد يمكن ملاحظته، إلى كبير وواضح. ومعظم حالات التضخم غير مؤلمة، لكن إذا كان السبب التهاب الغدة الدرقية فقد يكون مصحوبًا بالألم. والأعراض الرئيسية لتضخم الغدة الدرقية تشمل:
- وجود كتلة في مقدمة الرقبة أسفل تفاحة آدم.
- الشعور بضيق في منطقة الحلق.
- بحة في الصوت.
- تورم أوردة الرقبة.
- دوار عند رفع الذراعين فوق الرأس.
كما يمكن أن تظهر مجموعة أخرى من الأعراض ولكنها أقل شيوعًا مثل:
- صعوبة في التنفس.
- السعال.
- صفير في التنفس (بسبب وجود ضغط على القصبة الهوائية).
- صعوبة في البلع (بسبب ضغط على المريء).
بعض المصابين بتضخم الغدة قد يكون لديهم أيضًا فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism وتشمل أعراضه:
- تسارع ضربات القلب (تسرّع القلب).
- فقدان وزن غير مبرر.
- الإسهال.
- التعرق من دون مجهود أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- الارتعاش.
- التهيج أو التوتر.
وقد يُعاني آخرون من قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism وتشمل أعراضه:
- الشعور المستمر بالإرهاق
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- زيادة وزن غير مبررة.
- اضطراب في الدورة الشهرية.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
لماذا يحدث تضخم الغدة الدرقية؟
تضخم الغدة الدرقية هو استجابة من خلايا الغدة لأي عملية تعيق أو تؤثر على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وعلى الرغم من أن السبب الأكثر شيوعًا عالميًا هو نقص اليود، إلا أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إليه. وأسباب تضخم الغدة الدرقية قد تشمل:
- نقص اليود: تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لإنتاج الهرمونات، وإذا لم يحصل الجسم على كمية كافية من اليود من الغذاء، فإن الغدة تزيد من عدد خلاياها وتكبر أو تتضخم لمحاولة إنتاج المزيد من الهرمونات. وهذا هو السبب الأكثر شيوعًا.
- مرض جريفز Graves’ disease: مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تضخمها. كما يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو ما يتطلب علاجًا.
- مرض هاشيموتو Hashimoto’s disease: مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب الغدة الدرقية. قد يُصاب بعض المرضى بتضخم تعويضي في حجم الغدة، وهذا النوع من التضخم غالبًا يتحسن مع الوقت، لكن بعض الحالات قد تحتاج إلى علاج بهرمونات الغدة الدرقية.
- سرطان الغدة الدرقية: سرطان الغدة غالبًا يؤدي إلى تضخمها.
- الحمل: يمكن لهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)، الذي يتم إنتاجه أثناء الحمل أن يتسبب في تضخم الغدة الدرقية.
- التهاب الغدة الدرقية Thyroiditis: يمكن أن يؤدي التهاب الغدة نفسه، لأسباب مختلفة، إلى تضخمها.
تشخيص تضخم الغدة الدرقية
عادةً يشخّص الطبيب تضخم الغدة الدرقية عند إجراء الفحص في العيادة والشعور بوجود تضخم في الغدة، ومع ذلك، فإن وجود التضخم يشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية، ويجب تحديد سببها. ويمكن للطبيب استخدام عدة فحوصات لتشخيص وتقييم تضخم الغدة الدرقية، وتشمل ما يلي:
- الفحص الجسدي: قد يتمكن الطبيب من تحديد ما إذا كانت الغدة متضخمة عن طريق تحسس منطقة الرقبة للكشف عن وجود عقد أو علامات على الألم.
- تحليل الغدة الدرقية: يقيس هذا الفحص مستويات هرمونات الغدة الدرقية، ما يُظهر ما إذا كانت الغدة تعمل بشكل طبيعي.
- اختبار الأجسام المضادة: يبحث هذا الفحص عن أجسام مضادة معينة تُنتَج في بعض أشكال تضخم الغدة، والجسم المضاد هو بروتين تصنعه كريات الدم البيضاء للمساعدة في الدفاع ضد مسببات الأمراض مثل الفيروسات.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية: هو إجراء يُرسل موجات صوتية عالية التردد عبر أنسجة الجسم. يتم تسجيل الصدى ويتحول إلى صور أو فيديو. يتيح للطبيب رؤية الغدة لتقييم حجمها وما إذا كان بها عقد.
- الخزعة: هي إزالة عينة من نسيج أو خلايا لدراستها في المختبر، وقد تكون هناك حاجة إلى خزعة من الغدة إذا وُجدت عقد كبيرة، وذلك لاستبعاد وجود سرطان.
- الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): إذا كان التضخم كبيرًا جدًا أو ممتدًا إلى داخل الصدر، تُستخدم هذه الفحوصات لقياس حجم التضخم وانتشاره.
هل يشفى تضخم الغدة من نفسه؟
قد يحدث التضخم البسيط للغدة لفترة قصيرة ويزول من تلقاء نفسه دون علاج. والعديد من حالات التضخم، مثل التضخم متعدد العقد، قد ترتبط بمستويات طبيعية من هرمونات الغدة الدرقية. وهذه الحالات عادة لا تتطلب علاجًا محددًا بعد التشخيص. ومع ذلك، قد يكون هناك خطر من تطور قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية في المستقبل. وإذا كان لديك تضخم في الغدة الدرقية، فمن المهم مراجعة الطبيب، حيث أن للتضخم عدة أسباب محتملة، بعضها يتطلب العلاج.
ما هو علاج تضخم الغدة الدرقية؟
يعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية على حجم الغدة، والأعراض، والسبب المؤدي للتضخم. وتشمل العلاجات ما يلي:
المراقبة الحذرة Watchful waiting:
إذا كان التضخم صغيرًا ولا يسبب إزعاجًا، فقد يقرر الطبيب عدم الحاجة إلى علاج، مع متابعة دقيقة للغدة لملاحظة أي تغييرات.
الأدوية:
- ليفوثيروكسين وهو علاج بديل لهرمون الغدة الدرقية، يُوصف عادة إذا كان السبب هو قصور الغدة الدرقية.
- أدوية أخرى توصف إذا كان السبب فرط نشاط الغدة، مثل ميثيمازول وبروبيل ثيوراسيل.
- قد يصف الطبيب الأسبرين أو دواء كورتيكوستيرويد إذا كان التضخم ناتجًا عن التهاب.
العلاج باليود المشع:
يُستخدم في حالات فرط نشاط الغدة، ويتضمن تناول اليود المشع عن طريق الفم، حيث يذهب إلى الغدة الدرقية ويقضي على خلاياها، مما يؤدي إلى انكماش الغدة. وبعد هذا العلاج، سيحتاج معظم المرضى إلى تناول علاج بديل لهرمون الغدة الدرقية طوال حياتهم.
الجراحة:
قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لإزالة الغدة كاملة أو جزء منها (استئصال الغدة الدرقية)، إذا كان التضخم كبيرًا ويسبب مشاكل في التنفس أو البلع. كما تُستخدم الجراحة أحيانًا لإزالة العقد. ويُعد التدخل الجراحي ضروريًا في حالة وجود سرطان. وبحسب كمية الغدة المستأصلة، قد يحتاج المريض إلى علاج بديل لهرمون الغدة الدرقية مدى الحياة.
هل تضخم الغدة الدرقية خطير؟
عادةً لا يسبب تضخم الغدة الدرقية مضاعفات بحد ذاته، ولكن قد يكون مظهره مزعجًا أو محرجًا للبعض. وفي حال كان التضخم كبيرًا، فقد يعيق مجرى الهواء أو يؤثر على صندوق الصوت. أما التغييرات في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي قد ترتبط بالتضخم، فلها القدرة على التسبب بمضاعفات في عدة أجهزة من الجسم.
إن تضخم الغدة الدرقية قد يحدث لأسباب متعددة، بعضها بسيط يزول مع الوقت، وبعضها قد يتطلب علاجًا دوائيًا أو جراحيًا لتفادي المضاعفات. لذا يبقى التشخيص المبكر ومتابعة الحالة مع طبيب متخصص هو السبيل الأفضل لاختيار العلاج الأنسب وضمان سلامة المريض. وإذا كنت تبحث عن خبرة طبية متميزة ورعاية دقيقة في هذا المجال، فإن الدكتور حسن عاشور يُعد من أفضل الأطباء المتخصصين في جراحات الغدة الدرقية والغدد الصماء، بفضل خبرته الطويلة واهتمامه الشديد بمرضاه. لا تتردد في حجز موعدك الآن مع الدكتور حسن عاشور لبدء رحلة علاجك بأمان وثقة.
