تلعب المرارة دورًا مهمًا في عملية الهضم من خلال تخزين العصارة الصفراوية التي تحتوي على مكوّنات أساسية أبرزها أملاح المرارة. وهذه الأملاح الصغيرة في تركيبها، كبيرة في أهميتها، تساعد الجسم على الاستفادة من الدهون والفيتامينات التي تذوب فيها، كما تساهم في التخلص من السموم. ولكن، هل تعلم ما هي املاح المرارة تحديدًا؟ وما وظيفتها الأساسية داخل الجسم؟ وماذا يحدث إذا حدث نقص فيها؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال، فاحرص على المتابعة.
ما هي املاح المرارة؟
املاح المرارة هي أحد المكوّنات الأساسية للعصارة الصفراوية، والعصارة الصفراوية هي سائل أخضر مائل إلى الصفرة، يتم إنتاجه في الكبد ويُخزَّن في المرارة.
وتساعد املاح المرارة في هضم الدهون، كما تساهم في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل: A وD وE وK، ويتم تصنيع العصارة الصفراوية وأملاحها في الكبد وتُخزَّن في المرارة بين الوجبات.
وتحتوي العصارة الصفراوية أيضًا على الكوليسترول، والماء، والأحماض الصفراوية، وصبغة البيليروبين. وتتكوّن الأحماض الصفراوية في الكبد بواسطة خلايا الكبد (Hepatocytes) وتُشتق من الكوليسترول. وعندما ترتبط هذه الأحماض بأيونات الصوديوم أو البوتاسيوم، تتكوّن أملاح المرارة، وهو ما يمنحها خصائص خاصة تساعدها على تفتيت الدهون بكفاءة.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أنواع املاح المرارة
- الأملاح الصفراوية الأولية (Primary bile salts): تتكون من حمض صفراوي مشتق من الكوليسترول مرتبط بأيونات الصوديوم أو البوتاسيوم، وتنتقل كما هي إلى الإثني عشر.
- الأملاح الصفراوية الثانوية (Secondary bile salts): تتشكل عندما تقوم بكتيريا الأمعاء بتغيير تركيب بعض الأملاح الصفراوية الأولية بإزالة مجموعة ذرات منها.
- الأملاح الصفراوية المقترنة (Conjugated bile salts): تتكوّن عندما تكتسب الأملاح الصفراوية إضافات مثل الأحماض الأمينية التاورين أو الجلايسين، وهذه هي الأهم في عملية تكسير الدهون.
وكل نوع من أملاح المرارة يؤدي دورًا مختلفًا قليلًا في عملية الهضم، لكن الأملاح الصفراوية المقترنة تُعد الأكثر أهمية في تفتيت الدهون وامتصاصها.
وظيفة املاح المرارة
تتمثل وظائف العصارة الصفراوية وأملاحها في الجسم في ما يلي:
- المساعدة على الهضم من خلال تكسير الدهون.
- المساهمة في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل: A وD وE وK.
- التخلص من الفضلات والسموم عبر طرحها مع العصارة الصفراوية.
بعد تناول الطعام ووجود الدهون في الجهاز الهضمي، ترسل الهرمونات إشارة إلى المرارة لإفراز العصارة الصفراوية. تُفرَز العصارة مباشرة في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الإثني عشر)، حيث تتم معظم عملية الهضم. وهناك تساعد املاح المرارة على تكسير الدهون وهضمها.
وتتمثل وظيفة أساسية أخرى للعصارة الصفراوية في التخلص من السموم، إذ تُفرَز السموم في العصارة ثم تُطرح مع البراز. كما أظهرت أبحاث عام 2014 أن نقص أملاح المرارة قد يؤدي إلى مشكلات في تكوين الهرمونات، لأن جميع الهرمونات تُصنَّع من المكوّنات الناتجة عن تكسير الدهون.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ماذا يحدث عند نقص املاح المرارة؟
عندما لا يستطيع الجسم امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون والأحماض الدهنية من الطعام، فإنها تمر إلى القولون مسببة مضاعفات. والأشخاص الذين لا ينتجون أو يخزنون ما يكفي من املاح المرارة، مثل من خضعوا لاستئصال المرارة، قد يعانون من:
- الإسهال.
- الغازات المحتبسة.
- غازات ذات رائحة كريهة.
- تقلصات في المعدة.
- حركات أمعاء غير منتظمة.
- فقدان الوزن.
- براز فاتح اللون.
وإذا تُرك نقص املاح المرارة دون علاج، فقد يزيد من خطر تكوّن حصوات الكلى وحصوات المرارة. هناك حالتان ترتبطان بزيادة خطر سوء امتصاص املاح المرارة، هما:
- مرض كرون (Crohn’s disease).
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
كبسولات أملاح المرارة
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب كبسولات أملاح المرارة للمساعدة على تقليل حجم الحصوات أو تفتيتها. فعلى سبيل المثال، قد تُوصى هذه الكبسولات للمرضى المصابين بالتهاب المرارة غير الحاد، أو للذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة بسبب حالات صحية أخرى.
كما قد تُستخدم مكملات أملاح المرارة لتعويض النقص وتقليل الأعراض المصاحبة له، ومن المهم أيضًا شرب كميات كافية من الماء، حيث إن حوالي 85% من العصارة الصفراوية يتكوّن من الماء.
وقد يكون من المفيد للأشخاص الذين لا ينتجون ما يكفي من أملاح المرارة تناول البنجر وأوراق البنجر، لاحتوائها على مادة البيتايين (Betaine)، التي تُعد من أقوى العناصر المساعدة على تنظيف الكبد من السموم.