Skip links
ما هو الفتق السري؟

ما هو الفتق السري؟ ولماذا يحدث؟ وهل يمكن تركه بدون علاج؟

 

يعتبر الفتق السري من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تظهر لدى الكبار والصغار على حد سواء، حيث يلاحظ المصاب انتفاخًا أو بروزًا غير طبيعي في منطقة السُرة. ورغم أن الكثيرين قد يعتبرونه حالة بسيطة أو مجرد مشكلة شكلية، إلا أن إهماله دون متابعة طبية قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة. فما هو الفتق السري بالتحديد؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى ظهوره؟ وهل يمكن تركه دون الحاجة للعلاج؟ في هذا المقال نستعرض لك الإجابات بشكل مبسط وشامل لمساعدتك في فهم الحالة وأفضل طرق التعامل معها.

ما هو الفتق السري؟

الفتق السري هو انتفاخ غير طبيعي يمكن رؤيته أو الشعور به غالبًا عند منطقة السُرّة (مركز البطن)، ويحدث عندما يندفع جزء من الأمعاء الدقيقة، مع كمية من الدهون أو السوائل، ليكوّن كيسًا يبرز عبر فتحة أو منطقة ضعيفة في جدار عضلات البطن.

وعلى الرغم من أن مظهر الفتق السُري قد يبدو مقلقًا، إلا أنه عادةً لا يُشكّل حالة خطيرة. ومع ذلك، من المهم مراجعة الطبيب لفحصه. ويُعد الفتق السُري شائعًا بشكل أكبر لدى حديثي الولادة والرضع والأطفال الصغار، لكنه قد يصيب البالغين أيضًا. والنساء يُعتبرن أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالفتق السُري مقارنةً بالرجال.

اقرأ أيضاً: الأنواع الأخرى للفتق وأسباب حدوثه من الأساس

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

ما هي أعراض الفتق السري؟

أعراض الفتق السري تكون متشابهة لدى البالغين والأطفال، وأكثر الأعراض شيوعًا هو وجود انتفاخ ظاهر أو ملموس بالقرب من السُرة، يكون طريًا عند لمسه. وبالنسبة لبعض الأشخاص، يكون هذا الانتفاخ مرئيًا بشكل دائم. أما لدى آخرين، فلا يظهر إلا عند وجود ضغط على منطقة البطن، كرفع الأجسام الثقيلة. ولدى الرضع، قد لا يظهر الانتفاخ إلا عند البكاء. وفي الأطفال، عادةً لا يُسبب الفتق السري ألمًا. أما لدى البالغين، فقد يسبب انزعاجًا أو ألمًا خفيفًا أو شعورًا بالضغط في المنطقة.

كما توجد بعض الأعراض التي تستدعي القلق وفي حالة ظهورها تتطلب رعاية طارئة:

  • ألم حاد أو مفاجئ أو تزايد في شدة الألم بالبطن.
  • ظهور الانتفاخ بلون أحمر، داكن، أرجواني أو أن يصبح صلبًا.
  • وجود دم في البراز.
  • الشعور بالغثيان أو القيء.

الفتق السري عند الأطفال

يُعد الفتق السري شائعًا بين الرُضع وحديثي الولادة وهذا النوع من الفتق يُعد شائعًا بشكل خاص بين الأطفال الذين وُلدوا قبل موعدهم. ووفقًا لبحث سابق تمت الإشارة إليه في مقال نُشر عام 2024، فإن ما يصل إلى 84% من الأطفال حديثي الولادة الذين يتراوح وزنهم بين 1 و1.5 كجم عند الولادة يُعانون من فتق سري.

وخلال فترة الحمل، يمر الحبل السُري عبر فتحة في جدار البطن، ومن الطبيعي أن تُغلق هذه الفتحة بعد الولادة بوقت قصير. ولكن في بعض الحالات، ولا تنغلق العضلات بالكامل، مما يُبقي هناك منطقة ضعيفة قد يبرز منها الفتق السري. وفي أغلب الحالات، يختفي الفتق السري لدى الأطفال تلقائيًا دون أي تدخل طبي مع بلوغ الطفل عمر سنتين.

أسباب الفتق السري

يمكن تقسيم الأسباب المؤدية لحدوث هذا النوع من الفتق بالشكل التالي:

أسباب الفتق السري عند البالغين:

يحدث الفتق السري لدى البالغين عندما تؤدي زيادة الضغط داخل تجويف البطن إلى إضعاف عضلات جدار البطن، ونتيجة لذلك قد يبرز جزء من الأمعاء الدقيقة والأنسجة المحيطة من خلال هذه المنطقة الضعيفة. وهناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالفتق السُري، منها:

  • الجنس: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالفتق السُري مقارنة بالرجال.
  • السمنة: الفتق السُري يُعد أكثر شيوعًا بين البالغين الذين يُعانون من السُمنة.
  • الولادات المتعددة: النساء اللاتي مررن بتجارب ولادة متكررة يكن أكثر عُرضة لخطر الفتق السُري.
  • تجمّع السوائل في البطن (الاستسقاء): الأشخاص المصابون بـتشمع الكبد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالفتق السُري نتيجة لحدوث الاستسقاء (تجمّع السوائل في البطن).
  • العمليات الجراحية السابقة في البطن: العمليات التي يتم إجراؤها في منطقة البطن والتي قد تُضعف جدار العضلات تزيد من احتمال حدوث الفتق السُري لاحقًا.

أسباب الفتق السري عند الأطفال

يحدث الفتق السري لدى الأطفال عندما لا تُغلق الفتحات الموجودة في جدار البطن التي تسمح بمرور الحبل السُري خلال الحمل بشكل كامل بعد الولادة. وخلال الحمل، تسمح الحلقة السُرية للحبل السُري بالعبور بين الأم والجنين لتوصيل الغذاء والأكسجين. وبعد الولادة، يبدأ جدار البطن بالانغلاق تدريجيًا، وغالبًا ما تكتمل هذه العملية بشكل نهائي عند بلوغ الطفل سن 5 سنوات. وخلال هذه الفترة، قد يتكون الفتق عبر هذه الفتحة المفتوحة.

اقرأ أيضاً: ما هو الفتق الإربي؟ وهل هو خطير؟

هل يوجد علاج للفتق السري بدون جراحة؟

يعتمد الأمر على مدى شدة الفتق، ففي حالة الأطفال، غالبًا لا يحتاج الفتق السُري إلى علاج، إذ إنه يختفي مع مرور الوقت بشكل طبيعي. وأكثر من 90% من الأطفال المصابين بالفتق السُري يُشفون منه تمامًا بحلول عمر 5 سنوات. وخلال هذه الفترة، قد يتمكن الطبيب من إعادة النسيج البارز إلى مكانه عن طريق الضغط اللطيف بيديه، وهو ما يُعرف باسم “الفتق القابل للرد”. ولكن من المهم جدًا التأكيد على أنه يجب عدم محاولة الأهل إعادة الفتق إلى مكانه بأنفسهم، لأن هذا قد يؤدي إلى إصابة الطفل أو التسبب في مضاعفات خطيرة رغم النية الحسنة.

متى يحتاج الفتق السُري إلى عملية؟

قد تستدعي الحاجة إلى إجراء عملية جراحية للفتق السُري في الحالات التالية:

  • إذا استمر الفتق بعد سن الخامسة.
  • إذا كان يُسبب ألمًا.
  • إذا كان قطر الفتق أكبر من 1.5 سم.
  • إذا نتج عنه مضاعفات معوية (مثل انسداد الأمعاء أو اختناق الأنسجة).

وفي الغالب، يلتئم الفتق السُري عند الأطفال من تلقاء نفسه دون الحاجة للتدخل الجراحي. أما لدى البالغين، فعادةً ما تتطلب معظم حالات الفتق السُري التدخل الجراحي، إذ إن الفتق عند الكبار يكون أكثر عُرضة للتفاقم وظهور مضاعفات مع مرور الوقت.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

علاج الفتق السري

تُعدّ جراحة الفتق السُري عملية صغيرة وبسيطة، وغالبًا ما تستغرق حوالي 20 إلى 30 دقيقة. وفي معظم الحالات، يستطيع المريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد الجراحة. وتشمل الجراحة القيام بشق جراحي صغير عند قاعدة السرة، ثم يقوم الجراح بإرجاع الأنسجة البارزة إلى داخل تجويف البطن. ويمكن إجراء العملية إما بطريقة الجراحة المفتوحة أو من خلال المنظار الجراحي.

وفي كثير من الأحيان، يقوم الجراح بخياطة عضلات جدار البطن معًا لغلق الفتحة. وفي بعض الحالات، قد يتم استخدام شبكة طبية خاصة لتقوية المنطقة الضعيفة ومنع تكرار حدوث الفتق مستقبلًا. وعلى الرغم من أن استخدام الشبكة الطبية يساعد في تقليل فرص تكرار الفتق، إلا أن له بعض المضاعفات المحتملة، من بينها خطر الإصابة بآلام مزمنة بعد الجراحة.

وعند الاستعداد للجراحة عادةً ما ينصح الأطباء المرضى بالامتناع عن تناول الطعام أو الشراب قبل العملية بعدة ساعات. وقد يُطلب منهم أيضًا إيقاف تناول أدوية مسيلة للدم (مضادات التجلط)، مثل الأسبرين أو الوارفارين، للحد من خطر النزيف أثناء الجراحة. وفي الغالب، يتم إجراء جراحة الفتق السُري تحت تأثير التخدير العام، حيث يقوم طبيب التخدير بشرح تفاصيل الإجراء للمريض قبل بدء العملية.

وبعد الخروج من المستشفى، من الطبيعي أن يشعر المريض بألم وانزعاج في موضع الجراحة. ويمكن استخدام مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب للتخفيف من هذا الشعور. ويُنصح بارتداء ملابس واسعة وعدم ممارسة أي أنشطة مجهدة خلال فترة التعافي. وقد يلاحظ المريض أيضًا تورمًا بسيطًا حول موضع الجراحة يستمر لعدة أسابيع.

وفي بعض الأحيان يقوم الجراح بوضع ضمادة ضاغطة فوق منطقة الجراحة، ومن المهم الحفاظ عليها نظيفة وجافة لتجنب خطر حدوث عدوى. كما أن ارتداء مشدات أو دعامات مخصصة لدعم منطقة الفتق قد يساعد في تسريع عملية الشفاء، ويُمكّن الشخص من زيادة مستوى نشاطه تدريجيًا بعد العملية.

أضرار الفتق السري

نادرًا ما تحدث مضاعفات بسبب الفتق السُري عند الأطفال، ولكن مع ذلك قد تظهر مضاعفات إضافية لدى كل من الأطفال والبالغين في حالة انحشار الفتق، أي عندما لا تعود الأمعاء أو الأنسجة البارزة إلى مكانها داخل جدار البطن. وفي هذه الحالة، قد لا تحصل الأمعاء على تروية دموية كافية، مما يؤدي إلى الشعور بالألم، وقد يتسبب في موت الأنسجة، ما قد يؤدي إلى حدوث عدوى خطيرة، أو حتى إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل السريع.

وإذا حدث اختناق في الأمعاء فإن الحالة تصبح طارئة وتتطلب جراحة عاجلة. لذلك، يجب التواصل مع الطبيب أو التوجه فورًا إلى قسم الطوارئ في حال حدوث انسداد أو اختناق في الأمعاء. ويمكن أن تتضمن أعراض الفتق السُري المختنق ما يلي:

  • الحمى
  • الإمساك
  • ألم شديد في البطن مع حساسية مفرطة عند اللمس
  • الغثيان والتقيؤ
  • وجود كتلة بارزة في البطن
  • احمرار أو تغير لون الجلد فوق موضع الفتق

هل يمكن التعايش مع الفتق السري؟

في كثير من الحالات يمكن التعايش مع الفتق السُري، خاصة إذا كان صغير الحجم ولا يسبب أعراضًا مزعجة أو مضاعفات. وعند الأطفال، غالبًا ما يختفي الفتق السُري من تلقاء نفسه خلال السنوات الأولى من العمر، دون الحاجة إلى أي تدخل طبي. أما لدى البالغين، فقد يبقى الفتق لفترة طويلة دون أن يسبب مشكلة صحية خطيرة، بشرط أن تتم مراقبته بانتظام والتأكد من عدم تطور الأعراض.

ولكن من المهم الانتباه إلى العلامات التي قد تشير إلى مضاعفات خطيرة، مثل الألم الشديد، أو التغير في لون الجلد، أو ظهور أعراض اختناق الأمعاء. وفي هذه الحالات، يُصبح التدخل الطبي ضروريًا ولا يُنصح بالاعتماد فقط على التعايش مع الحالة. كما أن بعض الفتوق السُرية لدى البالغين تكون أكثر عُرضة للتفاقم مع مرور الوقت، لذا يوصي الأطباء غالبًا بإجراء جراحة إصلاح الفتق قبل حدوث أي مضاعفات.

في النهاية، لا يجب الاستهانة بأي بروز أو انتفاخ يظهر في منطقة السُرة، فالفتق السري قد يبدو بسيطًا في بدايته، لكنه قد يتطور إلى حالة تستدعي التدخل الجراحي السريع. ولضمان التشخيص السليم والحصول على العلاج الأمثل بأحدث التقنيات الجراحية، يُنصح باللجوء إلى طبيب متخصص يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال. ويُعدّ الدكتور حسن عاشور، وبفضل بخبرته الأكاديمية والعملية الطويلة في جراحات الفتق والمناظير، من أفضل الأطباء الذين يمكنك الوثوق بهم للحصول على رعاية طبية متميزة وخطة علاجية تناسب حالتك. لا تتردد في حجز موعد للكشف والاطمئنان على صحتك.

Contact Form

اترك تعليقا

حجز العيادات