عند سماع احتمال الإصابة بورم يشعر الشخص بخوف شديد مما قد يعنيه هذا الأمر، وتبدأ التساؤلات هل هذا الورم خطير؟ هل هناك مضاعفات؟ وتزداد هذه التساؤلات والمخاوف في حالة كان الشخص لا يعرف الفرق بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة، لذا ولتقليل هذه المخاوف أعددنا لكم المقال التالي لتتعرفوا على الفرق بين الورم الحميد والخبيث وكيف يختلفان من حيث الشكل والخصائص، وهل هناك عوامل تساعد في تحديد النوع مثل الحجم؟ وهل يتحول النوع الحميد إلى خبيث؟ إجابات تلك الأسئلة وأكثر في السطور القادمة.
ما هو الورم الحميد؟
قبل التعرف على الفرق بين الورم الحميد والخبيث لنتعرف بشكل منفصل على كل نوع، فالورم هو عبارة عن كتلة أو نمو غير طبيعين ليس له فائدة طبية محددة، ويمكن أن تظهر تلك الكتلة عندما تنمو الخلايا وتنقسم بشكل سريع. ويمكن أن تظهر تتواجد الأورام في أي مكان في الجسم، وتنمو وتتصرف بشكل مختلف وفقاً لنوعها سواء ورم حميد أو ورم خبيث.
والأورام الحميدة ليست أورام سرطانية، فهي لا تغزو الأنسجة المحيطة ولا تنتشر إلى أماكن أخرى في الجسم. ومع ذلك، قد تُسبب تلك الأورام مشاكل صحية خطيرة إذا كانت بالقرب من أعضاء حيوية، أو ضغطت على الأعصاب، أو تداخلت مع تدفق الدم.
وتوجد عدة أنواع من الأورام الحميدة أشهرها:
- الأورام الغدية (Adenomas): تنشأ الأورام الغدية في الخلايا الغدية داخل النسيج الظهاري، وهو طبقة رقيقة تغطي الغدد والأعضاء والهياكل الأخرى في الجسم. ويعتمد علاج هذا النوع على موقع الورم وحجمه. وبعض زوائد القولون أو Colon Polyps تكون من نوع الأورام الغدية، ويجب إزالتها لأن هناك احتمالًا لتحولها إلى أورام خبيثة.
- الأورام الليفية (Fibroids): تنمو الأورام الليفية في الأنسجة الليفية، ومن الأمثلة الشائعة عليها الأورام الليفية الرحمية Uterine Fibroids التي تصيب ما بين 20% إلى 80% من النساء بحلول سن الخمسين. ولا تحتاج هذه الأورام دائمًا إلى علاج، ولكن إذا تسببت في الألم أو مشاكل صحية، يمكن للطبيب إزالتها جراحيًا.
- الأورام الوعائية الدموية Hemangiomas: تتكون الأورام الوعائية من أوعية دموية إضافية، وهي أكثر الأورام الحميدة شيوعًا عند الأطفال. وغالبًا ما تظهر على الجلد أو الكبد، وقد تبدأ على شكل وحمة حمراء ثم تتحول إلى كتلة حمراء بارزة مع مرور الوقت. على الرغم من ضرورة متابعتها، إلا أنها عادةً لا تسبب مشاكل وتختفي تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج.
- الأورام الشحمية Lipomas: هي عبارة عن أورام تنمو ببطء في الأنسجة الدهنية تحت الجلد، وتظهر غالبًا في الرقبة، الكتفين، تحت الإبط، أو الجذع، وتكون أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا. ولا تحتاج دائمًا إلى علاج، ولكن يمكن إزالتها جراحيًا إذا كانت تسبب الإزعاج أو الألم.
ما هو الورم الخبيث؟
بعد التعرف على نبذة عن الورم الحميد وقبل الانتقال إلى الفرق بين الورم الحميد والخبيث، يمكن القول أن الأورام الخبيثة هي أورام سرطانية، مما يعني أنها يمكن أن تغزو الأنسجة المحيطة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويقوم الجسم بإنتاج خلايا جديدة باستمرار لتحل محل الخلايا القديمة، لكن في بعض الأحيان، يتعرض الحمض النووي للتلف أثناء هذه العملية، مما يؤدي إلى نمو خلايا غير طبيعية. وبدلاً من أن تموت تلك الخلايا كما هو مفترض، تستمر هذه الخلايا في التكاثر بمعدل أسرع مما يستطيع الجهاز المناعي التعامل معه، مما يؤدي إلى تكوين ورم خبيث.
ويمكن للخلايا السرطانية الانفصال عن الورم والتحرك عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي للوصول إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتتضمن أنواع الأورام الخبيثة:
- ورم Carcinomas: يعد من الأنواع الأكثر شيوعًا، حيث ينشأ في الخلايا الظهارية التي تغطي الجلد والأعضاء الداخلية، وتشمل بعض الأنواع الفرعية سرطان Adenocarcinoma) ينشأ في الخلايا التي تنتج السوائل والمخاط، ويشمل العديد من سرطانات الثدي، القولون، والبروستاتا. وسرطان الخلايا القاعدية Basal Cell Carcinoma الذي يبدأ في أعمق طبقة من البشرة. وسرطان الخلايا الحرشفية Squamous Cell Carcinoma الذي ينشأ في الخلايا الواقعة تحت سطح الجلد أو داخل أعضاء مثل المثانة، الأمعاء، الكلى، أو المعدة.
- الساركوما Sarcoma: تنشأ في العظام والأنسجة الرخوة مثل الأوتار والأربطة والدهون والعضلات والأوعية الدموية والليمفاوية
- أورام الخلايا الجرثومية Germ Cell Tumors: تبدأ في الخلايا المسؤولة عن إنتاج البويضات أو الحيوانات المنوية. وغالبًا ما توجد في المبيضين أو الخصيتين، ولكنها قد تتطور أيضًا في البطن، الصدر، أو الدماغ.
- الأورام الجنينية Blastomas: تنشأ في الأنسجة الجنينية والخلايا النامية في الدماغ، العيون، أو الجهاز العصبي. وتكون أكثر شيوعًا عند الأطفال مقارنةً بالبالغين.
الفرق بين الورم الحميد والخبيث
إليكم أهم النقاط التي توضح الفرق بين الورم الحميد والخبيث:
| الورم الحميد | الورم الخبيث |
|---|---|
| لا ينتشر أو يغزو الأنسجة المجاورة | لديه القدرة للانتشار وغزو الأنسجة المجاورة |
| لا ينتقل لأجزاء أخرى من الجسم | يمكن أن يقوم الورم الخبيث بإفراز الخلايا التي تنتقل عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم لتكوين أورام جديدة |
| عادة لا يعود مرة أخرى بعد إزالته | يمكن أن يعود مرة أخرى حتى بعد إزالته |
| عادة ما يكون شكله منتظم وسلس الحواف | يمكن أن يكون شكله غير متساوي |
| يمكن أن يتحرك من مكانه عند الضغط عليه | لا يتحرك من مكانه حتى بعد الضغط عليه |
| عادة لا يمثل أي خطر على الصحة | يمكن أن يمثل خطر على الصحة |
| يمكن أن يتم علاجه وفي بعض الحالات قد لا يحتاج لعلاج | لا بد من علاجه لتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة |
الفرق بين الورم الحميد والخبيث من حيث الشكل
كيف يتم تشخيص الورم؟
يعد معرفة أهم النقاط التي تبين الفرق بين الورم الحميد والخبيث، ننتقل لكيفية التشخيص، حيث يمكن للطبيب أخذ عينة من الخلايا من خلال إجراء خزعة أو Biopsy لتحديد إذا ما كان الورم حميدًا أم سرطانيًا، وبعد ذلكيتم فحص العينة والأنسجة تحت المجهر. وتُعد الخزعة الطريقة الأكثر دقة لتحديد طبيعة الورم، وعادةً ما يكون التشخيص واضحًا. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يكون التشخيص غير مؤكد. ومن الممكن أيضًا أن يكون السرطان موجودًا، لكن الخزعة لم تأخذ عينة من المنطقة التي تحتوي على الخلايا السرطانية.
ويمكن أيضًا استخدام اختبارات إضافية مثل تحاليل الدم أو اختبارات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو الأشعة السينية X-ray لتحديد خصائص الورم. تساعد نتائج هذه الفحوصات في تحديد خطة العلاج المناسبة.
تشخيص الأورام الخبيثة
إذا تم تشخيص إصابتك بورم خبيث، سيقوم طبيب الأورام بوضع خطة علاج معك بناءً على مرحلة السرطان. والخلايا السرطانية تنمو وتنتشر بطرق مختلفة:
- في المراحل المبكرة، يكون السرطان قد انتشر بشكل محدود جدًا أو لم ينتشر على الإطلاق.
- في المراحل المتقدمة، يكون السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
وبمجرد تحديد مرحلة السرطان، يمكن بدء العلاج. قد يتطلب تحديد المرحلة إجراء الخزعات أو الجراحة أو اختبارات التصوير.
تشخيص الأورام الحميدة
إذا تم تشخيص إصابتك بورم حميد، سيؤكد لك الطبيب أنه ليس سرطانيًا. ووفقاً لنوع الورم الحميد، قد يوصي الطبيب بالمراقبة فقط إذا لم يكن هناك تأثير على الصحة أو إزالة الورم لأسباب تجميلية أو طبية، خاصةً إذا كان يؤثر على عضو مهم في الجسم.
هل حجم الورم يحدد نوعه؟
حجم الورم ليس العامل الوحيد الذي يحدد إذا ما كان الورم حميدًا أو خبيثًا وتحديد الفرق بين الورم الحميد والخبيث فعلى الرغم من أن الأورام الخبيثة قد تنمو بسرعة وتصبح كبيرة، إلا أن بعض الأورام الحميدة يمكن أن تكون كبيرة الحجم أيضًا. لذلك، لا يمكن الاعتماد على الحجم وحده لتحديد طبيعة الورم. والتشخيص الدقيق يتطلب تقييمات إضافية مثل الفحوصات واختبارات التصوير، وأخذ خزعة لتحليل الأنسجة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأورام الحميدة تنمو ببطء وقد تستغرق سنوات لتصبح ملحوظة، بينما تنمو الأورام الخبيثة بشكل سريع وقد تتطور في غضون أسابيع أو أشهر قليلة. ومع ذلك، فإن الزيادة الكبيرة والمفاجئة في حجم ورم حميد موجود مسبقًا قد تشير إلى تحوله إلى ورم خبيث. لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد طبيعة الورم بناءً على مجموعة من العوامل، وليس الحجم فقط.
متى يتحول الورم الحميد إلى ورم خبيث؟
بعد معرفة الفرق بين الورم الحميد والخبيث، قد يتساءل البعض عن احتمال تحول أي ورم حميد إلى خبيث، ولكن نادرًا ما تتحول الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة، ولكن بعض الأورام المحددة قد تصبح سرطانية بمرور الوقت مثل زوائد القولون Colon Polyps وهي أورام حميدة يمكن إزالتها جراحيًا أثناء منظار القولون Colonoscopy قبل أن تتحول إلى أورام خبيثة، إذا تم اكتشافها ومعالجتها مبكرًا. وإزالة الزوائد الحميدة مبكرًا تُعد إحدى الطرق الوقائية لمنع الإصابة بسرطان القولون.
هل الورم الحميد ينتشر؟
على عكس الأورام السرطانية، الأورام الحميدة تنمو ببطء ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وقد لا تُسبب الأورام الحميدة أي أعراض، لكن إذا كان الورم كبيرًا، فقد يضغط على الأنسجة أو الأعضاء المجاورة، مما قد يتطلب إزالته جراحيًا. والعلاج عادةً يكون عن طريق الجراحة لإزالة الورم إذا كان يُسبب مشكلة صحية.
وفي الختام وبعد معرفة الفرق بين الورم الحميد والخبيث ننصح بضرورة القيام بفحص دوري لاكتشاف أي عوامل خطر في مراحل مبكرة لتسهيل وزيادة فرص نجاح العلاج، كما يجب التواصل مع الطبيب على الفور في حالة ملاحظة أي أعراض غير معتادة أو أي مشاكل صحية.
وفي مركز الدكتور حسن عاشور، وبفضل خبرته الكبيرة والواسعة، سوف يساعدك في تشخيص الحالة بشكل صحيح وتحديد خطة العلاج وفقاً لنتائج التشخيص، لذا لا داعي للقلق ويمكنكم حجز موعد للاطمئنان، ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
