بعد الخضوع لعملية الفتق تبدأ مرحلة التعافي التي يلعب فيها النظام الغذائي دورًا أساسيًا في تسريع الشفاء وتقليل المضاعفات. فاختيار الاكل بعد عملية الفتق يساعد على التئام الجروح ويمنع الإمساك، كما يساعد في التقليل من الضغط على مكان العملية.
وفي هذا المقال سنتعرف على الاكل بعد عملية الفتق المناسب، وما هي الأطعمة التي يُفضل التركيز عليها لدعم التعافي، إضافةً إلى الأكل الممنوع بعد العملية الذي قد يسبب انتفاخًا أو إزعاجًا في الجهاز الهضمي. وتفاصيل أخرى تساعدك على فهم ما يحتاجه جسمك في هذه المرحلة المهمة، فاحرص على المتابعة.
كيف تؤثر عملية الفتق على الجهاز الهضمي؟
قد تُسبب جراحة أو عملية الفتق انخفاضًا في الشهية وحدوث إمساك، ويمكن أن يقلّل الألم بعد الجراحة والتغيّرات التي تطرأ على الجهاز الهضمي من الإحساس بالجوع ويغيّر من حركة الأمعاء، ولكن تختفي هذه الأعراض تدريجيًا مع بدء التعافي.
وعادةً ما يصف الجرّاح مسكنات للألم بعد العملية، وألم ما بعد العملية وبعض الأدوية قد يقللان من الشهية، لذلك قد لا تشعر برغبة في تناول الطعام في الأيام الأولى بعد الجراحة، وهذا أمر طبيعي. لكن من المهم محاولة تناول وجبات صغيرة أو وجبات خفيفة، لأن الطعام والشراب يُوفّران العناصر الغذائية التي تُعزز الطاقة وتُساعد على سرعة الشفاء. وتشير الإرشادات الطبية إلى أن تناول الطعام في أقرب وقت ممكن يُسهم في التعافي الأمثل.
وقد تتسبب بعض مسكنات الألم أيضًا في الإمساك، كما أن قلة تناول الطعام وانخفاض مستوى النشاط البدني يمكن أن يزيدا من هذه المشكلة. ويُعد منع الإمساك أمرًا مهمًا، لأنه يُحسّن الراحة ويُقلل من الحاجة للضغط أثناء التبرز، وهو ما قد يضع ضغطًا على جرح العملية. للمساعدة في منع الإمساك بعد جراحة الفتق يُنصح بالتالي:
- المشي يوميًا (بعد أن يسمح لك الطبيب بذلك).
- شرب 8 إلى 10 أكواب من السوائل يوميًا.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضروات.
- تناول مكملات الألياف إذا لزم الأمر.
- استشارة الطبيب بشأن الأدوية المناسبة لمنع الإمساك أو علاجه.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
نظام الاكل بعد عملية الفتق
عندما تكون جاهزًا لبدء تناول الطعام بعد جراحة الفتق، يمكنك العودة إلى نظامك الغذائي الطبيعي بمجرد أن تشعر بالقدرة على ذلك. وتُظهر الدراسات أن العودة إلى النظام الغذائي المعتاد بسرعة تساعد على التعافي والشفاء بشكل أفضل.
ويُنصح بالتركيز على نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة والمغذية، كما أن تناول الأطعمة الكاملة بعد الجراحة يُساهم في تحسين نتائج التعافي، بما في ذلك الشفاء السريع وتقليل المضاعفات. تحتوي الأطعمة الكاملة على عناصر أساسية مثل البروتين، والألياف، والفيتامينات.
لذلك، من الأفضل تقليل الأطعمة المُصنّعة بشكل مفرط مثل الحلوى، والمشروبات الغازية، ورقائق البطاطس، حيث أن هذه الأطعمة فقيرة بالعناصر الغذائية وتزيد من الالتهاب، مما لا يُفيد عملية الشفاء. وللتعافي بشكل أفضل، احرص على إدخال الأطعمة التالية في الاكل بعد عملية الفتق الخاص بك:
الأطعمة الغنية بالبروتين:
يحتاج جسمك إلى المزيد من البروتين بعد الجراحة لمنع تكسّر العضلات، كما يساعد البروتين على التئام الجروح ودعم جهاز المناعة. وتتضمن مصادر البروتين التي يمكن استخدامها:
- اللحوم، الدواجن، أو الأسماك
- البيض
- منتجات الألبان
- التوفو
- البقوليات
- المكسرات والبذور
الخضروات والفواكه:
كل شيء بدءًا من التوت وحتى الخضروات الورقية يُعد خيارًا صحيًا، فالفواكه والخضروات توفر الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل الالتهاب وإنتاج الكولاجين، وكلاهما يُسهم في التئام الجرح.
الأطعمة الغنية بالألياف:
يساعد تناول الألياف على تجنّب الإمساك بعد الجراحة، ويُوصى بالحصول على 25 إلى 35 جرامًا من الألياف يوميًا، وتتضمن مصادر الألياف:
- الخضروات (خاصة البازلاء الخضراء، البروكلي، والكرنب الصغير)
- الفواكه (خاصة التوت، الأفوكادو، والكمثرى)
- الحبوب الكاملة
- الأطعمة الغنية بالنخالة
- البقوليات (مثل الحمص، العدس، والفاصولياء)
- المكسرات (مثل اللوز، البقان، والجوز)
- البذور (مثل الشيا، القنب، والكتان)
الأكل الممنوع بعد عملية الفتق
لا توجد أطعمة محددة يجب تجنبها تمامًا بعد جراحة الفتق. وفي الساعات الأولى بعد العملية، قد لا تتمكن من تناول الطعام، و وقد يوصي الطبيب وفريقه بتناول السوائل الصافية فقط مثل رقائق الثلج، العصائر، أو الماء، ويتم ذلك تحسبًا لحدوث غثيان أو قيء بسبب التخدير، كما يساعد على تخفيف الضغط عن المعدة، التي قد تكون قريبة من مكان شق الجراحة.
وفي السابق، كان النظام الغذائي بعد الجراحة يبدأ بالسوائل الصافية، ثم السوائل السميكة، ثم الأطعمة اللينة قبل العودة للأطعمة المعتادة. قد يُتبع هذا النظام في بعض العيادات، لكنه ليس إلزاميًا. وبمجرد زوال تأثير التخدير، لا توجد قيود صارمة على تناول الطعام، فالأمر يعتمد على شهيتك ومدى تحملك لأنواع الأطعمة.
ولكن قد يُفضل تجنّب بعض الاكل بعد عملية الفتق وبعض المشروبات مثل:
- الأطعمة الجافة أو المتفتتة: مثل البسكويت المالح وإذا سبّبت لك صعوبة في البلع أو الانزعاج، يمكنك استبدالها بأطعمة طرية وخفيفة مثل الأرز الأبيض، الحساء، أو العصائر السميكة (السموزي).
- المشروبات الغازية: مثل الصودا، لأنها تسبب التجشؤ، وحركة التجشؤ في الجهاز الهضمي قد تسبب ألمًا عند موضع الجراحة.
- الأطعمة التي تسبب الغازات أو الانتفاخ: مثل الفاصولياء، الكرنب، والسوربيتول (الموجود في بعض الحلوى والعلكة الخالية من السكر).
- الكحول: يجب تجنبه بعد العملية لأنه قد يتفاعل بشكل سيئ مع أدوية الألم، وقد يسبب الجفاف ويبطئ من التئام الجروح.
ومن الأفضل أيضًا التقليل من الأطعمة المُعالجة بشكل مفرط (Ultra-processed foods) مثل الحلويات المعلبة، الشيبس، والمشروبات السكرية. فهي فقيرة بالعناصر الغذائية وغنية بالسكريات البسيطة التي تزيد من الالتهاب عند تناولها بكميات كبيرة، مما لا يساعد على التعافي.
الالتزام تعليمات الاكل بعد عملية الفتق خطوة مهمة، لكن هذا لا يكفيلضمان التعافي الكامل. فالمتابعة الطبية الدقيقة هي ما يصنع الفارق بين تعافٍ سريع وآمن أو مواجهة مضاعفات غير متوقعة، وفي مركز الدكتور حسن عاشور، لا تقتصر الرعاية على إجراء العملية فحسب، بل تمتد إلى متابعة شاملة لكل تفاصيل مرحلة الشفاء، مع تقديم الإرشادات الغذائية والطبية التي تناسب كل مريض على حدة. ولأن الاهتمام بخطوات ما بعد الجراحة جزء أساسي من نجاحها، ننصحك بحجز استشارتك مع الدكتور حسن عاشور لتكون في أيدٍ خبيرة تتابعك خطوة بخطوة حتى تصل إلى التعافي التام.