تُعد مشاكل المرارة من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا، حيث تؤثر على قدرة الجسم في التعامل مع الدهون وتنظيم عملية الهضم، ويلعب النظام الغذائي دورًا أساسيًا في تخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات، حيث يمكن لبعض الأطعمة أن تساعد في دعم صحة المرارة، بينما تُعتبر أطعمة أخرى مهيجات قد تزيد من الألم أو تُحفّز تكوّن الحصوات. وفي هذا المقال سنستعرض بالتفصيل إجابة سؤال ماذا يأكل مريض المرارة؟ وما هي الأطعمة المناسبة لمريض المرارة، وما هي المهيجات التي ينبغي تجنّبها ومعلومات أخرى هامة لصحتكم فاحرصوا على المتابعة.
كيف يؤثر الأكل على المرارة؟
بعض العوامل الغذائية، مثل تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة وعدم الحصول على ما يكفي من الألياف، تزيد من خطر الإصابة بمشاكل المرارة. وينصح الخبراء أنه في حالة وجود مشاكل في المرارة، فمن الأفضل اتباع نظام غذائي قليل الدهون وغني بالأليا، فلا توجد ضمانات ضد نوبات المرارة المستقبلية، لكن ذلك قد يساهم كثيرًا في الوقاية من الإصابة بها.
وقبل معرفة ماذا يأكل مريض المرارة، لابد من التذكير بأن المرارة، هي عضو صغير يشبه الكيس موجود أسفل الكبد مباشرة، يحتفظ بسائل هضمي يُسمّى الصفراء. ويقوم الكبد بإنتاج الصفراء لمساعدة الجسم على تكسير الدهون، وهو جزء مهم من عملية الهضم. ولكن لسوء الحظ، يمكن أن تتجمع في المرارة حصوات مرارية وشيء آخر يُعرف باسم رواسب المرارة (وهو خليط من الكوليسترول والكالسيوم والبيليروبين ومركّبات أخرى).
وعندما تبدأ الصفراء بالحركة، يمكن أن تبدأ هذه الحصوات والرواسب بالحركة أيضًا، ووفقاً لمدى نشاط الصفراء، قد تمرّ حصوة المرارة. وهذا قد يؤدي إلى نوبة مرارية، وهي نوبة وجيزة لكنها خطيرة من الألم بعد تناول الطعام، ولكن الحفاظ على أمعاء صحية من خلال الأطعمة التي تتناولها (وتتجنبها) يمكن أن يساعد في الوقاية من ذلك.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ماذا يأكل مريض المرارة؟
لا يوجد نظام غذائي محدد يمكن أن يندرج تحت “ماذا يأكل مريض المرارة؟” لمرارة صحية، ولكن اتباع بعض الإرشادات يمكن أن يساعد في الحفاظ على المرارة بصحة جيدة وتعمل بأفضل شكل ممكن. وأظهرت دراسة في عام 2021 أن بعض الأطعمة يمكن أن تساعد في الحماية من مرض حصوات المرارة، بما في ذلك:
الأطعمة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة:
تساعد الدهون الأحادية غير المشبعة في تقليل مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، ويمكن أن يؤدي تراكم الكوليسترول في المرارة إلى تكوّن الحصوات. وأمثلة على الأطعمة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة تشمل:
- الأفوكادو.
- زبدة الفول السوداني.
- اللوز.
- الجوز البقّان.
- بذور اليقطين.
- بذور السمسم.
- البندق.
- بعض الزيوت، ومنها زيت الزيتون، زيت الكانولا، زيت السمسم، زيت الفول السوداني، وزيت العصفر.
الأطعمة الغنية بالألياف:
تدعم الألياف صحة الجهاز الهضمي، وقد تساعد في تقليل خطر تكوّن حصوات المرارة. ويُنصح بأن يستهدف الشخص ما لا يقل عن 28 جرامًا من الألياف يوميًا. ويُظهر الجدول التالي أمثلة لمحتوى الألياف في حصص قياسية من أطعمة مختلفة.
الطعام | حجم الحصة | الألياف |
---|---|---|
حبوب عالية الألياف غير محلاة (مثل النخالة) | نصف كوب | 14 ج |
حبوب كاملة | نصف كوب | 7.5 ج |
فشار | 3 أكواب | 5.8 ج |
فاصوليا بيضاء مطبوخة | 1 كوب | 13.2 ج |
خرشوف مطبوخ | 1 كوب | 9.6 ج |
بازلاء خضراء مطبوخة | 1 كوب | 8.8 ج |
جوافة | 1 كوب | 8.9 ج |
توت العليق | 1 كوب | 8 ج |
الأسماك وزيت السمك:
تشير دراسة عام 2019 إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بزيت السمك يكونون أقل عرضة لتكوّن حصوات المرارة مقارنةً بغيرهم ممن لا يستهلكون كميات كافية من زيت السمك. وقد يكون السبب في ذلك هو أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة من نوع أوميغا-3 قد تساعد في الحماية من تكوّن الحصوات.
وبينما تحتوي الأسماك الدهنية عادةً على أوميغا-3 أكثر من الأسماك البيضاء، إلا أن الأسماك البيضاء قد تكون أفضل لحماية المرارة لكونها أقل في الدهون. وأمثلة على الأسماك البيضاء التي تُعد مصدرًا جيدًا للأوميغا-3 تشمل:
- سمك الهلبوت.
- سمك القاروص.
- سمك الدنيس.
- سمك التيربوت.
الخضروات الغنية بالبروتين:
يُعد البروتين ضروريًا لإصلاح ونمو أنسجة الجسم، ويُمكن أن تكون اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان مصادر جيدة للبروتين، ولكنها قد تحتوي أيضًا على نسب عالية من الدهون. ويمكن أن يكون لتناول كميات كبيرة من الدهون تأثير سلبي على المرارة.
وقد تكون الخضروات الغنية بالبروتين خيارًا أفضل عند التركيز على صحة المرارة. وتشمل هذه:
- الفاصوليا، مثل الفاصوليا الحمراء والسوداء والفول.
- البازلاء، مثل الحمص، والبازلاء المجففة، والبازلاء العيون السوداء.
- العدس.
الأطعمة الغنية بفيتامين C:
وقد تساعد الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من فيتامين C في حماية المرارة، وقد تكون هناك صلة بين انخفاض مستويات فيتامين C وكمية الكوليسترول في المرارة، رغم أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث.
أمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين C تشمل:
- البرتقال.
- الجريب فروت.
- الفراولة.
- الشمّام.
- الكيوي.
- الفلفل الأحمر.
- الفلفل الأخضر.
- البروكلي.
- الطماطم.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ماذا يأكل المريض بعد عملية المرارة؟
بعد معرفة الإجابة عن سؤال “ماذا يأكل مريض المرارة؟” بشكل عام، تُسمّى الجراحة لإزالة المرارة استئصال المرارة Cholecystectomy، وقد يُعاني بعض الأشخاص من براز رخو، يُسمّى أيضًا إسهالًا، بعد الخضوع لهذه الجراحة. وفي معظم الحالات، يستمر الإسهال لأسابيع قليلة إلى عدة أشهر. ولا يوجد نظام غذائي محدد بعد استئصال المرارة يجب اتباعه إذا واجهت هذه المشكلة، ولكن هناك بعض الأمور التي قد تفكر بها:
- فهم سبب حدوث الإسهال، فيبدو أن الإسهال بعد استئصال المرارة مرتبط بتدفّق الصفراء مباشرة إلى الأمعاء، فالمرارة تجمع الصفراء وتُركّزها، ثم تُفرزها عند تناول الطعام للمساعدة في هضم الدهون. وعند إزالة المرارة، تصبح الصفراء أقل تركيزًا وتتدفق بشكل مستمر أكثر إلى الأمعاء، حيث قد يكون لها تأثير مُلين.
- يلعب مقدار الدهون التي تتناولها في وقت واحد دورًا أيضًا، فالكميات الصغيرة من الدهون أسهل في الهضم، بينما الكميات الكبيرة قد تبقى غير مهضومة وتسبّب الغازات والانتفاخ والإسهال.

والنصائح التالية قد تساعد في تقليل مشاكل الإسهال بعد إزالة المرارة:
- التقليل من الدهون: لا تتناول الأطعمة عالية الدهون، والمقلية والدهنية، والصلصات الغنية بالدهون أو المرق الدهني، وذلك لمدة أسبوع على الأقل بعد الجراحة. وبدلًا من ذلك، اختر الأطعمة خالية الدسم أو قليلة الدسم. الأطعمة قليلة الدسم هي التي تحتوي على 3 جرامات من الدهون أو أقل في الحصة الواحدة.
- زيادة الألياف في نظامك الغذائي: يمكن أن يساعد ذلك في جعل حركات الأمعاء أكثر انتظامًا. أضف الألياف القابلة للذوبان، مثل الشوفان والشعير، إلى طعامك، ولكن احرص على زيادة كمية الألياف تدريجيًا، مثلًا على مدى عدة أسابيع، لأن تناول الكثير من الألياف بسرعة قد يجعل الغازات والتقلصات أسوأ.
- تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارًا: قد يضمن ذلك مزيجًا أفضل مع الصفراء المتاحة. يجب أن تشمل الوجبة الصحية كميات صغيرة من البروتين الخالي من الدهون، مثل الدواجن أو الأسماك أو منتجات الألبان خالية الدسم، إلى جانب الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
جرّب أيضًا الحدّ من الأطعمة التي قد تزيد من سوء الإسهال، بما في ذلك:
- الكافيين.
- منتجات الألبان.
- الأطعمة شديدة الحلاوة.
تحدث مع الطبيب إذا لم يختفِ الإسهال أو أصبح أكثر شدة، أو إذا فقدت وزنك وأصبحت ضعيفًا. قد يوصي الطبيب باستخدام دواء يبطئ حركة الأمعاء، كما قد تساعد الأدوية التي تقلل من التأثير المُلين للصفراء، مثل الأدوية التي تحتوي على كوليسترامين. وقد يُوصى أيضًا بتناول مكمل متعدد الفيتامينات، والذي يمكن أن يساعد جسمك في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها.
اعرف المزيد عن: النظام الغذائي والنصائح الغذائية الموصى بها بعد استئصال المرارة
مهيجات المرارة
تختلف المهيجات الغذائية قليلًا من شخص لآخر، وليس كل طعام سيؤثر على مرارتك بالطريقة نفسها التي يؤثر بها على شخص آخر. وينصح العديد من الأباء ببدء سجل غذائي يمكن أن يتيح لك معرفة ما إذا كانت أطعمة معينة تثير الأعراض لديك. وإذا تناولت شيئًا ما وأدى إلى نوبة مرارية، فإن هذه المعلومة ستساعدك على فهم ما يجب الابتعاد عنه.
ويمكن لاختصاصي في التغذية أن يساعدك في إعادة تنظيم نظامك الغذائي لتحسين صحة المرارة، ولكن إذا استمرت المشاكل، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث مع الطبيب بشأن استئصال المرارة. وهناك بعض الأطعمة التي قد تهيج المرارة أو قد تزيد من خطر الإصابة باضطرابات المرارة مثل الحصوات. وتشمل هذه:
- الأطعمة التي تحتوي على سكريات مكررة بدرجة عالية.
- الأطعمة الغنية بالفركتوز.
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
- الوجبات السريعة.
كما أن استهلاك كميات قليلة من الألياف وفيتامين C قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بمرض المرارة أو الحصوات. وإليكم بعض أمثلة على أطعمة قد يرغب الشخص في الحد منها تشمل:
- اللحوم المقلية.
- البيض المقلي.
- الأسماك الدهنية.
- اللحوم المصنعة الغنية بالدهون، مثل: النقانق، البرغر، اللحم المقدد (بيكون)، لحم الضأن.
- منتجات الألبان كاملة الدسم، مثل: الحليب، الزبادي، الآيس كريم، الزبدة، الكريمة، الجبن الصلب.
- البيتزا.
- المعجنات.
- الكعك.
- البسكويت.
وعندما يكون ذلك ممكنًا، ينبغي للشخص أن يحاول اختيار بدائل منخفضة الدهون من الأطعمة التي يستهلكها.
اختيار النظام الغذائي المناسب لمريض المرارة ومعرفة ماذا يأكل مريض المرارة؟ وتجنّب المهيجات التي قد تزيد من الأعراض يُعد خطوة أساسية للحفاظ على الصحة والوقاية من المضاعفات، ولكن تذكّر دائمًا أن كل حالة تختلف عن الأخرى، وما يناسب مريضًا قد لا يناسب آخر. لذلك يُنصح بالرجوع إلى الطبيب المختص للحصول على التوجيه الصحيح.
احجز الآن مع الدكتور حسن عاشور، بخبرته الواسعة ومهارته في مجال جراحات وأمراض الجهاز الهضمي والمرارة، لتلقّي الاستشارة الدقيقة التي تضمن لك أسلوبًا صحيًا مناسبًا لحالتك الفردية.