كل ما تحتاج لمعرفته عن عملية الفتق وتفاصيلها ومدة التعافي منها

 

يعتبر الفتق من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الكثيرين، وقد تسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على جودة الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح. ولأن التدخل الجراحي يظل الحل الأكثر فعالية للتخلص من الفتق ومنع مضاعفاته، ويرغب العديد من المرضى في معرفة كل ما يتعلق بعملية الفتق، من تفاصيلها إلى أنواعها، مرورًا بفترة التعافي ومدتها. وفي هذا المقال، نأخذك في جولة شاملة حول كل ما تحتاج لمعرفته عن عملية الفتق مع تسليط الضوء على تلك التفاصيل وأكتر.

ما هي عملية الفتق؟

تُعتبر عملية الفتق أو عملية الفتاق العلاج الأكثر شيوعًا للفتق، والفتق يحدث عندما يدفع أحد الأعضاء أو الأنسجة الداخلية نفسه من خلال جدار العضلة أو النسيج الذي يُبقيه في مكانه. ومعظم حالات الفتق تظهر في منطقة البطن أو الفخذ. وتسمح جراحة الفتق للطبيب الجراح بإعادة العضو أو الأنسجة إلى مكانها الطبيعي وتقوية الجدار العضلي باستخدام الغرز أو شبكة جراحية خاصة. واسم آخر لجراحة الفتق هو رأب الفتق Herniorrhaphy.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

من يحتاج لعملية الفتق؟

ليست جميع حالات الفتق تتطلب علاجًا فوريًا، لكن في الغالبية العظمى تتفاقم بمرور الوقت وتحتاج إلى تدخل. والفتق يؤدي إلى ظهور انتفاخ حيث تندفع الأنسجة الداخلية للخارج عبر تمزق أو فتحة في الجدار العضلي أو النسيجي، وقد يسبب أعراضًا مزعجة مثل الضغط أو الانزعاج أو الألم. وبحسب موضع الفتق، قد يؤثر أيضًا على الأعضاء القريبة وقد يؤدي إلى مضاعفات.

فعلى سبيل المثال، في الرجال قد ينزل الفتق عبر الجدار العضلي إلى كيس الصفن، مما يؤدي إلى تورم أو ألم أثناء الجماع أو مشاكل أخرى. وإذا كان الفتق يسبب أعراضًا أو قد يعرضك لخطر حدوث مضاعفات، فعادة ما يُوصى بإجراء الجراحة.

أنواع عملية الفتاق

هناك 3 أنواع رئيسية لجراحات إصلاح الفتق:

1. الجراحة المفتوحة (التقليدية) لإصلاح الفتق: يقوم الجرّاح بعمل شق جراحي واحد (فتحة واحدة كبيرة نسبيًا) ليتمكن من الوصول إلى الأنسجة والعضو المتضرر، ثم يُعيد الأعضاء والأنسجة إلى مكانها الطبيعي، ويُستخدم أدوات جراحية خاصة لخياطة وتقوية الأنسجة. وغالبًا ما يتم تدعيم الجدار العضلي باستخدام شبكة جراحية.
2. جراحة الفتق بالمنظار: في هذا النوع، يُجري الجرّاح عدة شقوق صغيرة (عادة 3 أو 4 فتحات صغيرة). ويتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا فيديو دقيقة (منظار بطني)، لعرض صورة الأعضاء الداخلية على شاشة. ثم يتم إدخال الأدوات الجراحية من خلال الفتحات الأخرى لإصلاح الفتق من الداخل. هذا النوع يُعرف أيضًا بجراحة المنظار.
3. جراحة الفتق بالروبوت: هي نوع متقدم من جراحة المنظار، حيث يتم التحكم في الأدوات الجراحية باستخدام أنظمة روبوتية دقيقة. ويقوم الجرّاح بالتحكم في الروبوت عن طريق وحدة تحكم، مما يمنحه دقة أعلى أثناء إصلاح الأنسجة الضعيفة المسببة للفتق.

تفاصيل عملية الفتق

عند الاستعداد لعملية الفتق سيقوم الطبيب بتحديد ما إذا كنت مرشحًا مناسبًا لجراحة الفتق، وإذا كنت كذلك، سيحدد النوع الأنسب من الجراحة لحالتك ويمكن أن تشمل التحضيرات ما يلي:

• مراجعة التاريخ الطبي الخاص بك، بما في ذلك ما إذا كنتِ حاملًا.
• مراجعة جميع الأدوية والمكملات التي تتناولها، بما في ذلك الأعشاب والمكملات الغذائية.
• طلب تحاليل دم أو تصوير طبي (مثل الأشعة) للتأكد من أنك في صحة جيدة بما يكفي للخضوع للجراحة.
• تزويدك بتعليمات محددة للتحضير، فعلى سبيل المثال، قد يُطلب منك التوقف عن تناول أدوية مميعة للدم مثل الأسبرين. كما قد يُطلب منك الصيام قبل العملية لعدة ساعات. كما سيُطلب منك ترتيب من يقوم بتوصيلك إلى المنزل بعد الجراحة، حيث لن يُسمح لك بالقيادة بنفسك بعد الإجراء.

أثناء عملية الفتاق:

تختلف تفاصيل الإجراء حسب نوع الجراحة التي تحتاجها، ولكن بشكل عام، تسير العملية كالتالي:

• ستتلقى أدوية تمنع الألم أثناء الإجراء، وفي أغلب الحالات، ستحتاج إلى تخدير عام (تكون نائمًا تمامًا) في حالة الجراحة بالمنظار، أما في الجراحات المفتوحة، فقد يكفي استخدام تخدير موضعي (ستكون مستيقظًا لكن لن تشعر بأي إحساس في المنطقة التي يعمل فيها الجراح).
• يقوم الجرّاح بإجراء شق واحد كبير (يبلغ طوله عدة بوصات) في الجراحة المفتوحة، أو عدة شقوق صغيرة (عادةً 3 أو 4 شقوق، لا يزيد طول كل منها عن بوصة واحدة) في جراحة المنظار.
• يُعيد الجرّاح الأنسجة أو العضو المنفتق إلى مكانه الطبيعي، ثم يقوم بإصلاح الأنسجة المحيطة الضعيفة.
• قد يتم خياطة الأنسجة السليمة معًا لتشكيل حاجز قوي، وغالبًا ما يُستخدم شبكة جراحية (surgical mesh) لتوفير دعم إضافي، مما يساعد على تقليل خطر عودة الفتق مرة أخرى (تكرار الإصابة).
• بعد ذلك، يقوم الجرّاح بخياطة الشقوق التي تم إجراؤها، ثم تضميد الجروح جيدًا.

وأغلب عمليات إصلاح الفتق تُجرى كجراحة يومية (أي أنك ستعود إلى المنزل في نفس يوم العملية). وفي بعض الحالات الأكثر تعقيدًا، قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى لليلة أو ليلتين بعد الجراحة.
وبعد الجراحة، ستستيقظ في غرفة الإفاقة حيث سيقوم الفريق الطبي بمراقبة العلامات الحيوية الخاصة بك. وعادةً ما يستغرق الأمر بضع ساعات حتى تستعيد وعيك الكامل بعد زوال تأثير التخدير.

ويجب أن يكون هناك شخص ليقودك إلى المنزل. ومن الأفضل أن تخطط للراحة التامة في أول 24 ساعة بعد الجراحة. ويمكنك ممارسة بعض الأنشطة البسيطة، مثل المشي، لكن يُنصح بعدم بذل مجهود زائد في اليوم الأول.

كم تستمر عملية الفتق؟

قد تستغرق جراحة الفتق مدة قصيرة تصل إلى 30 دقيقة في حالات الإصلاح البسيطة، وقد تمتد إلى خمس ساعات في الحالات الأكثر تعقيدًا. والمدة تعتمد على نوع الفتق الذي تعاني منه، ونوع الجراحة المطلوبة. وبوجه عام، تكون جراحات إصلاح الفتق الروبوتية أطول زمنًا مقارنةً بجراحات الفتق المفتوحة أو جراحة المنظار.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

هل عملية الفتق مؤلمة؟

أثناء الجراحة، لن تشعر بأي ألم إذا كنت تحت تأثير التخدير العام، حيث ستكون نائمًا تمامًا. أما في حال إجراء الجراحة باستخدام تخدير موضعي وأنت مستيقظ، سيقوم الطبيب بسؤالك باستمرار عمّا إذا كنت تشعر بأي انزعاج، لضمان أن تكون الجراحة خالية من الألم. وبعد الجراحة، سيعمل الفريق الطبي معك على إدارة الألم أثناء فترة التعافي، وقد تحتاج إلى تناول مسكنات الألم لعدة أيام أو حتى لعدة أسابيع بعد العملية، حسب حالتك واستجابتك للتعافي.

أضرار عملية الفتاق

مثل أي عملية جراحية، تحمل جراحة الفتق بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، وهناك بعض الأضرار التي قد تظهر مباشرة بعد الجراحة، وأخرى قد تظهر على المدى البعيد. سيحرص الفريق الطبي على تقليل هذه المخاطر قدر الإمكان والوقاية منها. وقد تشمل المضاعفات قصيرة المدى أو الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد العملية ما يلي:

• عدوى في موضع الشق الجراحي.
• تجمع السوائل تحت الجلد
• تجمع الدم تحت الجلد
• إصابة في الأنسجة أو الأعضاء المجاورة أو الأوعية الدموية.
• صعوبة في تفريغ المثانة (وقد يستدعي الأمر تركيب قسطرة مؤقتة للمساعدة في التبول).

ويمكن أن تتضمن المضاعفات طويلة المدى التي قد تظهر بعد فترة من التعافي وقد تتطلب العودة للطبيب تشمل:

• تآكل أو تلف في الشبكة الجراحية.
• عدوى عميقة في الأنسجة المحيطة بالشبكة الجراحية.
• عودة الفتق (مع أن ذلك نادر الحدوث).
• ألم أثناء الجماع: في حالة الرجال، قد تتسبب جراحة الفتق في منطقة الأُربية في إصابة الأعصاب أو التأثير على تدفق الدم، مما يؤدي إلى ألم في الخصيتين أو مشكلات في الخصوبة. ومع ذلك، فإن معدل حدوث مضاعفات الخصيتين منخفض (من 0.3% إلى 7.2%).

وهناك بعض الأشخاص قد يعانون من ألم طويل الأمد بعد الجراحة. إذا استمر الألم لأكثر من ثلاثة أشهر، يُعرف حينها باسم ألم ما بعد إصلاح الفتق، وفي هذه الحالة، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية أو اللجوء إلى تدخل جراحي آخر لتخفيف الألم.

كم مدة الشفاء بعد عملية الفتق؟

مدة التعافي بعد جراحة الفتق تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل، من بينها نوع الفتق الذي تم إصلاحه ومدى تعقيد العملية الجراحية. وفي أغلب الحالات، يمكن للشخص العودة إلى العمل غير المجهد بدنيًا (مثل الأعمال المكتبية) خلال بضعة أيام فقط. أما في حال كان العمل يتطلب مجهودًا بدنيًا أو رفع أشياء ثقيلة، فقد تحتاج إلى الانتظار عدة أسابيع قبل العودة إلى العمل.

ويمكنك ممارسة بعض التمارين الخفيفة، مثل المشي، في اليوم التالي للجراحة. لكن يُنصح بعدم إرهاق نفسك، بل عليك زيادة النشاط تدريجيًا مع تقدم عملية الشفاء. ومن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب حول المدة المناسبة للعودة إلى نشاطك المعتاد بناءً على نوع عملك وحالتك الصحية العامة.

اقرأ أيضاً: ما هو الفتق الإربي؟ وهل هو خطير؟

إذا كنت تفكر في إجراء عملية الفتق، فمن المهم اختيار طبيب متخصص يمتلك خبرة واسعة في هذا النوع من العمليات لضمان أفضل النتائج وتقليل فرص المضاعفات. ويُعتبر دكتور حسن عاشور من أبرز الأطباء المتخصصين في جراحات الفتق باستخدام أحدث تقنيات المناظير والجراحة المتقدمة، مع حرصه الدائم على المتابعة الدقيقة مع المرضى في جميع مراحل العلاج، من التشخيص وحتى التعافي التام. لا تتردد في حجز موعد مع الدكتور حسن عاشور للاطمئنان على حالتك، والحصول على استشارة طبية دقيقة وخطة علاجية تناسب احتياجاتك الصحية. صحتك في أيدٍ أمينة.