Skip links
دليل طبي عن سرطان المرارة

هل يمكن الشفاء من سرطان المرارة؟ وما أسباب حدوثه؟

 

يُعدّ سرطان المرارة من الأورام النادرة التي غالبًا ما تُكتشف في مراحل متقدمة، وعلى الرغم من ذلك فإن فرص الشفاء ترتبط بشكل مباشر بمرحلة اكتشاف المرض ومدى انتشاره داخل الجسم، لذلك يظل فهم كيفية تطور سرطان المرارة، وأسباب حدوثه، والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر وتحسين النتائج العلاجية. وفي هذا المقال، نستعرض مدى إمكانية الشفاء من سرطان المرارة، وأبرز الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى حدوثه ومعلومات أخرى هامة استنادًا إلى أحدث البيانات الطبية، فاحرصوا على المتابعة.

ماهي أعراض سرطان المرارة؟

سرطان المرارة هو نمو لخلايا يبدأ في المرارة، والمرارة هي عضو صغير على شكل كمثرى يقع في الجانب الأيمن من البطن، أسفل الكبد مباشرة. وتقوم المرارة بتخزين سائل يسمى العصارة الصفراوية الذي يصنعه الكبد لهضم الطعام.

وسرطان المرارة غير شائع، وتكون فرصة الشفاء منه جيدة عندما يتم اكتشافه في وقت مبكر، ولكن معظم سرطانات المرارة يتم اكتشافها بعد أن تكون قد انتشرت خارج المرارة. وفي تلم الحالات تكون فرصة الشفاء غالبًا ضعيفة.

وقد لا يُكتشف سرطان المرارة حتى يصبح متقدمًا لأنه قد لا يسبب أعراضًا، وعندما تظهر الأعراض قد تكون الأعراض مشابهة لحالات شائعة. وبالإضافة إلى ذلك، تقع المرارة في مكان مخفي داخل الجسم. وهذا يجعل من السهل أن ينمو سرطان المرارة دون اكتشافه. وقد لا يكون لسرطان المرارة أي أعراض. وعندما توجد علامات وأعراض، قد تشمل:

  • ألم في البطن، غالبًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • انتفاخ البطن.
  • كتلة يمكن الشعور بها عبر الجلد.
  • فقدان الوزن دون محاولة ذلك.
  • اصفرار الجلد وبياض العينين، ويُسمى اليرقان. وقد يكون اصفرار الجلد أصعب في الرؤية لدى أصحاب البشرة الداكنة.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

أسباب سرطان المرارة

يحدث السرطان في المرارة عندما تصبح الخلايا السليمة خلايا خبيثة تنمو وتتضاعف بشكل خارج عن السيطرة. ويمكن أن يحدث ذلك عندما تحدث تغييرات، أو طفرات، في المادة الجينية التي تخبر الخلايا السليمة بكيفية التصرف. وفي سرطانات المرارة، تحدث هذه الطفرات الجينية بمرور الوقت أو يتم امتشابها، بمعنى أنها لا تأتي بالوراثة من الآباء.

ولا يعرف العلماء ما الذي يجعل الخلايا تصبح خلايا سرطانية في المقام الأول، ولكنهم حددوا عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة منها:

  • وجود حصوات في المرارة أو تاريخ من حصوات المرارة.
  • وجود سلائل المرارة.
  • التهاب مزمن في المرارة (التهاب المرارة).
  • عدوى مزمنة ببكتيريا السالمونيلا التيفية (البكتيريا التي تسبب التيفويد).
  • تراكم رواسب الكالسيوم في المرارة.
  • التهاب مزمن في القنوات الصفراوي.
  • أكياس في القناة الصفراوية المشتركة.
  • السمنة.

كما أنه من الممكن أن يزيد التدخين والتعرض لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المنسوجات والمطاط من خطر الإصابة.

تحاليل تشخيص سرطان المرارة

قد تشمل الاختبارات أو التحاليل المستخدمة لتشخيص واكتشاف هذا النوع من السرطان ما يلي:

فحوصات المختبر:

تكتشف تلك الاختبارات المواد الموجودة في دمك والتي قد تكون علامات على السرطان، وقد تتضمن:

  • اختبار وظائف الكبد: يقيس مستويات بعض المواد التي يفرزها الكبد، والتي قد تشير إلى أن سرطان المرارة يؤثر في الكبد.
  • اختبار (CEA): يقيس مستويات CEA، وهو علامة ورمية تُفرز من الخلايا السليمة والسرطانية على حد سواء. وقد تكون المستويات المرتفعة علامة على سرطان المرارة.
  • اختبار CA 19-9: يقيس مستويات علامة الورم CA 19-9 في دمك، وقد تشير المستويات المرتفعة إلى سرطان في المرارة أو سرطان البنكرياس.

اختبارات التصوير:

تسمح اختبارات التصوير بالبحث عن السرطان وعلامات انتشاره  وقد تتضمن الخيارات:

  • الموجات فوق الصوتية للبطن: اختبار تصوير يستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للأعضاء داخل بطنك. وقد تحتاج إلى إجراءات تصوير إضافية، مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إذا اكتشف الموجات فوق الصوتية كتلة قد تكون سرطان في المرارة.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT): نوع من الأشعة السينية يأخذ صورًا مفصلة للأعضاء الداخلية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): اختبار تصوير يستخدم مغناطيسًا وموجات راديو وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور لداخل جسمك.
  • الموجات فوق الصوتية بالمنظار: فحص بالموجات فوق الصوتية يستخدم أداة تشبه الأنبوب تُسمى المنظار لإنشاء صور للجهاز الهضمي.
  • اختبار ERCP: إجراء بالأشعة السينية يأخذ صورًا للقنوات الصفراوية. يمكن أن يسبب سرطان المرارة تضيق هذه القنوات.

الإجراءات الجراحية:

تسمح الإجراءات الجراحية للأطباء بالوصول مباشرة إلى نسيج يحتوي على خلايا سرطانية ومن أمثلة الإجراءات المستخدمة:

  • الخزعة: يقوم الطبيب بإزالة عينة من النسيج ويفحصها تحت المجهر بحثًا عن الخلايا السرطانية، وتُعد الخزعة الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص السرطان.
  • تنظير البطن: يقوم الطبيب بإدخال منظار البطن (أنبوبًا رفيعًا مضاءً) في البطن من خلال شق صغير للنظر إلى المرارة والأنسجة القريبة. ويمكن أن يساعد تنظير البطن الطبيب في تحديد مدى انتشار السرطان.

مراحل سرطان المرارة

يسمح هذا التصنيف بتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر (انتقل) إلى ما بعد موقعه الأصلي (الأولي). ولتحديد مدى انتشار السرطان، سيُعطي الطبيب رقمًا (من صفر إلى أربعة) للسرطان. وكلما كان الرقم أعلى، كان انتشار السرطان في جسمك أكبر. ومراحل سرطان المرارة هي:

  • المرحلة 0: توجد خلايا غير طبيعية، قبل سرطانية، في الطبقة الداخلية (الغشائية) للمرارة.
  • المرحلة 1: توجد الخلايا السرطانية في الطبقة الغشائية وقد تنتشر إلى الجدار العضلي للمرارة.
  • المرحلة 2: انتشر السرطان إلى ما بعد الطبقة العضلية ليصل إلى طبقات النسيج الضام في المرارة.
  • المرحلة 3: انتشر السرطان إلى الكبد أو الأعضاء القريبة أو إلى الطبقة الخارجية للمرارة، وربما إلى العقد اللمفاوية.
  • المرحلة 4: انتشر السرطان إلى أكثر من ثلاث عقد لمفاوية قريبة، أو إلى الأوعية الدموية، و/أو إلى أعضاء بعيدة عن المرارة.

ويصف الأطباء السرطان في المرارة في المرحلة 1 بأنه موضعي، مما يعني أن السرطان لم ينتشر خارج المرارة. وتعتبر السرطانات في المرحلة 1 قابلة للشفاء. أما السرطانات في المراحل من 2 إلى 4 فهي أكثر صعوبة في العلاج بكثير.

علاج سرطان المرارة

غالبًا ما يشمل علاج سرطان المرارة الجراحة، وإذا انتشر السرطان إلى الأعضاء القريبة، فقد لا تكون الجراحة ممكنة. وفي تلك الحالات يتم استخدام العلاج الإشعاعي أو الأدوية، مثل العلاج الكيميائي. ويعتمد أفضل علاج لسرطان المرارة بالنسبة لك على مرحلة السرطان لديك، وصحتك العامة. وإليكم المزيد من التفاصيل عن طرق علاج سرطان المرارة:

الجراحة:

تُستخدم الجراحة لعلاج سرطان المرارة الذي لم ينتشر خارج المرارة. تشمل أنواع الجراحة:

  • الجراحة لإزالة المرارة: يُعالج سرطان المرارة المبكر الذي لم ينتشر خارج المرارة بعملية وتُسمى هذه العملية استئصال المرارة.
  • الجراحة لإزالة المرارة وجزء من الكبد: يُعالج سرطان المرارة الذي ينمو خارج المرارة ويمتد إلى الكبد أحيانًا بجراحة لإزالة المرارة، بالإضافة إلى أجزاء من الكبد والقنوات الصفراوية المحيطة بالمرارة.

وإذا كان سرطان المرارة لديك صغيرًا ويمكن إزالته كله عبر استئصال المرارة، فقد لا تحتاج إلى علاجات أخرى.

اقرأ أيضاً: استئصال المرارة بالمنزار في مركز الدكتور حسن عاشور وكيف تتم؟

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

العلاج الكيميائي:

يعالج العلاج الكيميائي السرطان باستخدام أدوية قوية، ويتم إعطاء معظم أدوية العلاج الكيميائي عبر الوريد. يأتي بعضها في شكل أقراص. وقد يقترح الطبيب العلاج الكيميائي بعد الجراحة في حالة وجود خطر من بقاء بعض خلايا سرطان المرارة. وأحيانًا يُعطى العلاج الكيميائي قبل الجراحة. ويمكن استخدامه أيضًا للسيطرة على السرطان عندما لا تكون الجراحة ممكنة.

العلاج الإشعاعي:

يعالج العلاج الإشعاعي السرطان باستخدام حزم طاقة قوية، ويمكن أن تأتي الطاقة من الأشعة السينية أو البروتونات أو مصادر أخرى. ويُستخدم العلاج الإشعاعي أحيانًا مع العلاج الكيميائي بعد الجراحة لسرطان المرارة إذا لم يكن بالإمكان إزالة السرطان بالكامل. ويمكن أيضًا للعلاج الإشعاعي التحكم في سرطان المرارة الذي يسبب الألم واليرقان عندما لا تكون الجراحة ممكنة.

العلاج الموجّه:

العلاج الموجّه للسرطان هو علاج يستخدم أدوية تهاجم مواد معينة في الخلايا السرطانية، ومن خلال حجب هذه المواد، يمكن للعلاجات الموجّهة أن تتسبب في موت الخلايا السرطانية. وتُستخدم أدوية العلاج الموجّه فقط عند الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم السرطانية على تغييرات معينة يمكن استهدافها. وقد تُختبر خلايا السرطان لديك لمعرفة ما إذا كان العلاج الموجّه من المحتمل أن يساعدك.

العلاج المناعي:

العلاج المناعي للسرطان هو علاج دوائي يساعد جهاز المناعة في الجسم على قتل الخلايا السرطانية، ويكافح الجهاز المناعي الأمراض بمهاجمة الجراثيم والخلايا الأخرى التي لا ينبغي أن تكون في الجسم. وتنجو الخلايا السرطانية من خلال الاختباء من الجهاز المناعي، لذا قد يساعد العلاج المناعي الجهاز المناعي على إيجاد الخلايا السرطانية والتخلص منها. ويُستخدم العلاج المناعي عادة لسرطانات المرارة التي تنمو بشكل كبير جدًا أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

كم يعيش مريض سرطان المرارة؟

التنبؤ بما قد يحدث لمرضى سرطان المرارة يكون عادة ضعيفًا لأن هذا النوع من السرطان عادة لا يُشخَّص حتى يصبح في مرحلة متقدمة. ويتم تشخيص حوالي 20% فقط من سرطانات المرارة في المراحل المبكرة. ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لدى الأشخاص الذين لديهم سرطان مرارة قابل للانتشار 2%، بينما يكون معدل البقاء على قيد الحياة لسرطان المرارة الموضعي أعلى بكثير، قد يكون عند 66%.

هل سرطان المرارة ينتقل إلى الكبد؟

خلايا السرطان يمكن أن تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية في المرارة إلى الكبد وتنمو هناك، وفي تلك الحالة يكون سرطان المرارة من النوع الذي ينتشر وليس سرطان الكبد.

هل سرطان المرارة قاتل؟

لا يُعتبر السرطان في المرارة دائماً من الأنواع القاتلة أو التي تؤدي للوفاة، فالأشخاص الذين يحصلون على تشخيص مبكر لديهم نسبة قد تصل إلى 66% للبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات. ولكن هذه لنسبة تنخفض وتصل إلى 2% في حالة انتشار السرطان، وأغلب الأشخاص المصابين بهذا النوع من السرطان يحصلون على تشخيص بعد انتشار السرطان وتقدم مرحلته، وهذا السبب يجعل العديد من الحالات من هذا السرطان قد تكون قاتلة.

Contact Form

اترك تعليقا

حجز العيادات