Skip links
أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي

أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي ومتى يُنصح بعمله؟

 

يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، وتشير الإحصائيات إلى أن الاكتشاف المبكر لهذا المرض يُعد العامل الأساسي في زيادة فرص الشفاء وتقليل مضاعفاته. فكلما تم تشخيص سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، زادت فرص العلاج الفعّال وانخفضت نسبة المخاطر المرتبطة به. ومن هنا تبرز أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي كوسيلة وقائية لا غنى عنها في الحفاظ على صحة المرأة.

وفي هذا المقال، سنتناول أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي والفئة العمرية المُستهدفة، بالإضافة إلى التوقيت المناسب للبدء في إجراء هذه الفحوصات لضمان حياة أكثر أمانًا وطمأنينة وأهم الفحوصات التي يتم عملها ومعلومات أحرى هامة عن هذا الموضوع فاحرصوا على المتابعة.

اهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي

على الرغم من أن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي قد يكون تجربة صادمة نفسيًا، إلا أن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة يحمل فوائد كبيرة، نذكر منها ما يلي:

معدلات نجاة أعلى:

يساهم الكشف المبكر عن سرطان الثدي في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، فالمصابات اللواتي يتم تشخيصهن في مراحل مبكرة يتمتعن بمعدل بقاء لمدة 5 سنوات يصل إلى 99٪، في حين أن المصابات اللواتي يتم تشخيصهن في مراحل متقدمة يكون لديهن معدل بقاء يبلغ 31٪ فقط خلال نفس الفترة. وتُقدّر إحدى الدراسات التحليلية الشاملة أن الفحص المبكر لسرطان الثدي يقلل الوفيات بنحو 20٪.

وفي المراحل المبكرة، يظل السرطان محصورًا داخل الثدي ولم ينتشر بعد إلى المناطق المحيطة أو إلى العقد اللمفاوية أو إلى أماكن بعيدة في الجسم. وهذا يعني أن سرطان الثدي في هذه المراحل يمكن علاجه عن طريق الاستئصال الجراحي، مثل استئصال الكتلة أو الورم أو استئصال الثدي الكامل. كما أن الأورام في هذه المراحل غالبًا ما تكون أقل عدوانية مقارنة بالأورام المتأخرة، والتي قد تكون أيضًا أكثر مقاومة للعلاج.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

خيارات علاجية أقل شدة:

سرطان الثدي في مراحله المبكرة يمكن الشفاء منه بالجراحة وحدها، وغالبًا ما يسبق بالعلاج الإشعاعي أو يكون بعده، وذلك بناءً على خصائص الورم مثل الحجم. أما المراحل المتأخرة، فعادةً ما تتطلب علاجات كيميائية جهازية قد تكون مرهقة ومؤلمة للغاية. وعلى الرغم من توفر علاجات موجّهة بشكل متزايد لحالات السرطان المتقدمة، إلا أنها تُستخدم غالبًا إلى جانب العلاج الكيميائي وليس كبديل له.

وفي حالة الكشف المبكر، يمكن اللجوء إلى طرق علاجية أقل عدوانية، فعلى سبيل المثال، يمكن إجراء الاستئصال الذي يزيل الورم فقط مع جزء بسيط من الأنسجة المحيطة، بدلاً من استئصال الثدي بالكامل الذي يزيل نسيج الثدي بكامله. ويُعد استئصال الكتلة أو الورم أقل تدخلاً، ويحتاج إلى وقت تعافٍ أقصر، ويحمل عبئًا نفسيًا أقل من استئصال الثدي الكامل. وفي بعض حالات الكشف المبكر، قد لا تكون هناك حاجة للعلاج الكيميائي نهائيًا، وهو ما يُعد ميزة إضافية.

جودة حياة أفضل:

يرتبط تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة بتأثير نفسي أقل على المريضة مقارنةً بالتشخيص في مراحل متقدمة. كما أن إجراء الفحوصات قد يُخفف من القلق والشك، خاصة لدى النساء اللواتي يشتبهن بإصابتهن بسرطان الثدي أو لديهن تاريخ عائلي مع المرض.

اقرأ أيضاً: ما هو استئصال الثدي التحفظي؟ وما فوائده؟

خدمات الفحص المبكر لسرطان الثدي في مركز دكتور حسن عاشور
خدمات الفحص المبكر لسرطان الثدي في مركز دكتور حسن عاشور

متى يكون الفحص المبكر لسرطان الثدي؟

يُنصح النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عامًا، واللواتي يُعتبرن معرّضات لخطر متوسط للإصابة بسرطان الثدي، بإجراء فحص الماموغرام كل عامين. أما النساء اللواتي يُعتبرن معرّضات لخطر أعلى من المتوسط، فقد تُستخدم توصيات مختلفة للفحص المبكر.

ولأغراض الفحص، تُعتبر المرأة ذات خطر متوسط إذا:

  • لم يكن لديها تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي
  • ولا تاريخ عائلي قوي للإصابة
  • ولا طفرة جينية معروفة بأنها تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي (مثل طفرة جين BRCA)
  • ولم تتعرض للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر قبل سن الثلاثين

ويتضمن جدول الفحوصات الموصى به حسب العمر:

  • النساء بين 40 و44 عامًا: يمكنهن اختيار البدء بإجراء فحص الماموجرام سنويًا.
  • النساء بين 45 و54 عامًا: يُنصح بأن يُجرين فحص الماموغرام سنويًا.
  • النساء من 55 عامًا فما فوق: يمكنهن التحول إلى إجراء الفحص كل عامين، أو الاستمرار في إجراء الفحص سنويًا.
  • ويجب أن تستمر فحوصات الكشف المبكر طالما كانت المرأة بصحة جيدة ويُتوقع أن تعيش عشر سنوات أو أكثر.

كما ينبغي على جميع النساء أن يفهمن ما يمكن أن يقدمه فحص الماموغرام وما لا يستطيع كشفه. ولا يُنصح بالفحص السريري للثدي (أي الفحص الجسدي) للكشف عن سرطان الثدي لدى النساء المعرضات لخطر متوسط، بغض النظر عن أعمارهن.

أما في حالة النساء المعرضات لخطر مرتفع للإصابة بسرطان الثدي بناءً على عوامل معينة، يُوصى بأن يُجرين فحص الماموجرام وفحص بالرنين المغناطيسي (MRI) سنويًا، وعادةً ما يبدأ ذلك من سن الثلاثين.

وتشمل هذه الفئة النساء اللواتي:

  • لديهن احتمال إصابة طوال الحياة يتراوح بين 20% إلى 25% أو أكثر، وذلك وفق أدوات تقييم المخاطر المبنية أساسًا على التاريخ العائلي.
  • لديهن طفرة مثبتة في جين BRCA1 أو BRCA2 (بناءً على اختبار جيني).
  • لديهن قريب من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت، ابن أو ابنة) لديه طفرة في BRCA1 أو BRCA2، ولم يخضعن للاختبار الجيني بأنفسهن.
  • خضعن للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر قبل سن الثلاثين.
  • يُعانين من متلازمة لي-فروميني، أو متلازمة كاودن، أو متلازمة بانيان-رايلي-روفالكابا، أو لديهن أقارب من الدرجة الأولى يعانون من واحدة من هذه المتلازمات.

وتوصي الجمعية الأمريكية للسرطان بعدم إجراء فحص بالرنين المغناطيسي للنساء اللواتي يكون خطر الإصابة لديهن طوال الحياة أقل من 15٪.

كما توجد حالات لا توجد بشأنها أدلة كافية للتوصية بالفحص السنوي بالرنين المغناطيسي. ولا توجد أدلة علمية كافية لتأييد أو رفض إجراء فحص بالرنين المغناطيسي سنويًا في الحالات التالية:

  • وجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي
  • الإصابة بـ سرطان الأقنية الموضعي (DCIS) أو سرطان الفصي الموضعي (LCIS)
  • وجود فرط تنسج لا نمطي في الأقنية (ADH) أو في الفصوص (ALH)
  • وجود كثافة نسيجية شديدة أو غير متجانسة في الثدي كما يظهر في فحص الماموجرام

وفي حال استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، فيجب أن يكون مكملاً للماموجرام وليس بديلاً عنه، لأن الرنين المغناطيسي، رغم أنه أكثر حساسية في الكشف عن السرطان، إلا أنه قد يُفوّت أنواعًا من السرطان يمكن للماموغرام اكتشافها.

وبشكل عام، يجب على أغلب النساء المعرضات لخطر مرتفع أن يبدأن الفحص بالرنين المغناطيسي والماموجرام معًا في سن الثلاثين، ويستمرن في الفحص طالما كنّ بصحة جيدة. لكن يبقى هذا القرار مشتركًا بين المرأة وطبيبها، ويجب أن يُؤخذ بناءً على ظروفها الشخصية وتفضيلاتها الخاصة.

كيف يتم الفحص المبكر لسرطان الثدي؟

تتضمن طرق الفحص المبكر لسرطان الثدي ما يلي:

تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام):

الماموجرام هو تقنية متخصصة تعتمد على أشعة سينية منخفضة الجرعة تُستخدم لالتقاط صور تفصيلية للثدي، بهدف اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الثدي.

ويُعتبر أداة واسعة الاستخدام وفعالة للغاية في اكتشاف الأورام الصغيرة والتغيرات غير الطبيعية في أنسجة الثدي، مما يجعله أداة بالغة الأهمية في التشخيص المبكر وتحسين فرص الشفاء. ويرجع الانخفاض بنسبة 20٪ في معدلات الوفيات بسبب سرطان الثدي إلى التصوير الشعاعي للثدي بشكل رئيسي.

وتوصي جمعية السرطان الأمريكية (ACS) بإجراء تصوير شعاعي سنوي للثدي للنساء المعرضات لخطر متوسط، بدءًا من سن 45 عامًا، مع إعطاء خيار البدء بالفحص بين سن 40 و44 عامًا. كما توصي بزيادة الفحص إلى مرتين سنويًا بدءًا من سن 55.

كما توصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF) بإجراء فحص مرتين سنويًا لجميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عامًا.

الفحص الذاتي للثدي:

أما الفحص الذاتي والفحص السريري للثدي، فيُعد مهمًا لأنه يُساعد النساء على التعرف على الشكل والإحساس الطبيعي لثديهن، مما يجعل من السهل ملاحظة أي تغيرات قد تكون من العلامات المبكرة للسرطان.

وتتضمن خطوات الفحص الذاتي للثدي:

  • الوقوف أمام المرآة مع فرد الكتفين ووضع اليدين على الوركين، وملاحظة أي تغير في الحجم أو الشكل أو اللون، وكذلك أي تشوهات أو تورم ظاهر.
  • رفع الذراعين إلى الأعلى، ومراقبة نفس التغيرات أو أي مظهر غير معتاد.
  • التحقق من وجود أي إفرازات من الحلمة، سواء كانت مائية أو لبنية أو صفراء أو حتى تحتوي على دم.
  • الاستلقاء واستخدام اليد اليمنى لفحص الثدي الأيسر، واليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن، والبحث عن كتل أو تغيّرات غير طبيعية.
  • فحص الثديين أثناء الوقوف أو الجلوس، ويُفضل القيام بذلك أثناء الاستحمام عندما تكون البشرة مبللة وزلقة لتسهيل الفحص.

تقنيات حديثة للكشف المبكر:

بدأت تظهر تقنيات جديدة تهدف إلى تعزيز دقة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتشمل ما يلي:

  • التصوير الجزيئي للثدي (MBI): هو نوع متطور من تقنيات التصوير، يستخدم كمية صغيرة من مادة مشعة تُظهر مناطق النشاط الخلوي غير الطبيعي في أنسجة الثدي، مما يُساعد على اكتشاف الأورام.
  • الموجات فوق الصوتية (السونار): تستخدم تقنية السونار موجات صوتية لإنشاء صور لما بداخل الثدي، مما يساعد على التمييز بين الأورام الصلبة والأكياس المملوءة بالسوائل. وتُعتبر مفيدة خاصةً للنساء ذوات نسيج الثدي الكثيف، أو في الحالات التي لا تكون صور الماموجرام واضحة فيها.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي (MRI): يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي على المجالات المغناطيسية والموجات الراديوية لإنشاء صور تفصيلية للثدي. ويُعد فعالًا جدًا في الكشف عن الأورام والتغيرات، خصوصًا لدى النساء ذوات النسيج الكثيف أو المعرضات لخطر مرتفع للإصابة بسرطان الثدي.
  • تحاليل الدم والخزعات السائلة: تكتسب تحاليل الدم والخزعات السائلة أهمية متزايدة كأدوات تشخيصية تهدف إلى الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة. ويمكن إجراؤها إلى جانب التحاليل الروتينية للدم، بهدف البحث عن مؤشرات بيولوجية مثل الحمض النووي الورمي المنتشر (circulating tumor DNA).

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

كيف أعرف أن سرطان الثدي في مرحلة مبكرة؟

لا تظهر أعراض على كثير من الأشخاص في المراحل الأولى من سرطان الثدي. وقد تختلف الأعراض باختلاف نوع السرطان، لكن هناك بعض العلامات المبكرة الشائعة التي يجب الانتباه لها، منها:

الكتل في الثدي:

تُعد الكتلة غالبًا أول أعراض سرطان الثدي، وعادةً ما تكون الكتلة الصلبة ذات الحواف غير المنتظمة أكثر احتمالًا لأن تكون سرطانية، لكن بعض الأورام السرطانية قد تكون ناعمة أو ذات حواف مستديرة.

وفي كثير من الأحيان، تكون الكتلة صغيرة جدًا بحيث لا يمكن الشعور بها يدويًا سواء من قبل المريضة أو الطبيب، ولهذا من المهم إجراء فحص الماموغرام بانتظام، خاصة لمن تجاوزن الأربعين أو لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.

ويجب الانتباه إلى أن معظم كتل الثدي ليست سرطانية. وغالبًا ما تكون نتيجة لأسباب أخرى، منها:

  • الأكياس (Cysts) وهي تجمعات من السوائل، وعادةً ما تكون غير ضارة.
  • الورم الليفي الغدي (Fibroadenoma) ويحدث غالبًا قبل انقطاع الطمث، وقد يكون سببه التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية. لا يتطلب العلاج، وقد يتقلص بمرور الوقت.
  • الثدي الليفي الكيسي (Fibrocystic breasts) وهو نمط طبيعي لبعض النساء، حيث يكون الثدي ممتلئًا بالعقد ويصبح أكثر ألمًا قبل الدورة الشهرية.
  • عدوى الثدي مثل الخراجات (تجمعات صغيرة من الصديد) والتي تظهر غالبًا بعد الولادة.
  • انسداد قنوات الحليب.
  • الإصابات التي تؤدي إلى تكوّن نسيج ندبي.

التورّم:

في بعض الأحيان، قد يلاحظ الشخص وجود تورّم قبل أن يشعر أو يرى كتلة. لذلك، من المهم مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تورّم في الثدي. وقد تشمل العلامات:

  • زيادة في سُمك جزء من الثدي
  • تورّم في الغدد اللمفاوية تحت الإبط أو بالقرب من عظمة الترقوة

الألم:

غالبًا لا يكون ألم الثدي ناتجًا عن السرطان. ومع ذلك، فإن الألم أو الحساسية أو الإحساس بالحرقة في الثدي أو الحلمة قد يكون أول علامة على سرطان الثدي الالتهابي أو مرض باجيت (Paget’s disease)، وهما نوعان نادران من سرطان الثدي. وإذا كان لديكِ ألم شديد أو مستمر في الثدي، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم الحالة.

إن الفحص المبكر لسرطان الثدي لا يُعد خيارًا إضافيًا، بل هو ضرورة حقيقية للحفاظ على الصحة والوقاية من المضاعفات الخطيرة، والكشف في الوقت المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا بين العلاج السهل والفعّال وبين مواجهة تحديات صحية معقدة. لذلك، لا تترددي في اتخاذ الخطوة الأولى نحو الاطمئنان.

وفي مركز الدكتور حسن عاشور، نوفر لكِ أحدث تقنيات الفحص المبكر تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين، في بيئة آمنة وخصوصية تامة. سارعي الآن بحجز موعد، وامنحي نفسك فرصة الوقاية والعلاج المبكر. صحتك أمانة، فلا تؤجليها.

Contact Form

اترك تعليقا

حجز العيادات