التهاب الغدد اللعابية من المشكلات الصحية النادرة نسبيًا، ولكنه قد يسبب الكثير من الإزعاج إذا لم يُشخّص ويُعالج بالشكل الصحيح. وتتنوع أسباب هذا الالتهاب، كما تختلف الأعراض، لذا في هذا المقال نستعرض بشكل شامل أهم أعراض التهاب الغدد اللعابية، والأسباب المؤدية له، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة، لمساعدة المريض على فهم حالته واختيار التدخل الطبي الأنسب، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو التهاب الغدد اللعابية؟
التهاب الغدد اللعابية أو Sialadenitis هو المصطلح الطبي لوصف التهاب غدة أو أكثر من الغدد اللعابية، والغدد اللعابية هي الغدد المسؤولة عن إنتاج اللعاب. ويساعد اللعاب على البلع، وهضم الطعام، كما يحمي الأسنان من البكتيريا الضارة. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الغدد اللعابية:
- الغدد النكافية أو النكفية وتقع أمام كل أذن.
- الغدد تحت الفك السفلي وتقع في مؤخرة الفم أسفل الفك.
- الغدد تحت اللسان وتقع أسفل اللسان في أرضية الفم.
وبالإضافة إلى الغدد اللعابية الرئيسية، يمتلك الإنسان مئات الغدد اللعابية الصغيرة، وهي موجودة في الشفاه، وباطن الخدين، وفي بطانة الفم والحلق. وغالبًا ما يؤثر التهاب الغدد اللعابية على الغدد النكافية والغدد تحت الفك السفلي. وقد يكون هذا الالتهاب حادًا (مفاجئًا)، أو مزمنًا (طويل الأمد)، أو متكررًا (يعود للظهور). ويُعد التهاب الغدد اللعابية من الحالات النادرة.
ويمكن لأي شخص أن يُصاب بهذا الالتهاب، ولكنه أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، خصوصًا عند وجود حصوات في الغدد اللعابية. كما يمكن أن يحدث أيضًا في فئات عمرية أخرى، منها:
- الرضع خلال الأسابيع الأولى من حياتهم.
- المرضى أو المتعافون من العمليات الجراحية.
- الأشخاص الذين يعانون من الجفاف، أو سوء التغذية، أو ضعف المناعة (عندما يصبح الجسم غير قادر على مقاومة الأمراض).
اقرأ أيضاً: كل ما يجب معرفته عن التهاب الغدة الدرقية وطرق العلاج
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ما هي أعراض التهاب الغدد اللعابية؟
تشمل أعراض هذا الالتهاب ما يلي:
- تضخم إحدى الغدد اللعابية أو أكثر مع الشعور بالألم وتغير في لونها.
- الحمى (عندما يؤدي الالتهاب إلى عدوى).
- نقص في إفراز اللعاب (ويُلاحظ في كل من الالتهاب الحاد والمزمن).
- ألم أثناء تناول الطعام.
- جفاف الفم.
- تورم في منطقة الخد أو الرقبة.
وفي حال ملاحظة أي من هذه الأعراض، يجب مراجعة الطبيب على الفور.

أسباب التهاب الغدد اللعابية
تشمل أسباب هذا النوع من الالتهاب ما يلي:
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- الجفاف.
- الإصابة بمرض حديثًا.
- بعض الأدوية مثل: المدرات البولية، ومضادات الهيستامين، وحاصرات بيتا.
- متلازمة شوغرن (Sjögren’s syndrome) وهي مرض مناعي ذاتي.
- سوء نظافة الفم.
علاج التهاب الغدد اللعابية
يقوم الطبيب بتشخيص هذا الالتهاب من خلال الفحص البدني وأخذ التاريخ المرضي للأعراض. وقد يستخدم أيضًا المنظار (وهو كاميرا صغيرة مزودة بضوء) لفحص الغدد اللعابية. وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص الغدة اللعابية لاكتشاف الانسدادات، باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
وفي بعض الحالات، قد يُحيلك الطبيب إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لإجراء تقييم إضافي، وهو الطبيب المتخصص في تشخيص وعلاج أمراض الأذن والأنف والحنجرة. وقد يتضمن علاج التهاب الغدد اللعابية ما يلي:
- العلاجات غير الجراحية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية تُعطى عبر الوريد (IV) في الذراع، مثل محاليل الملح أو الجلوكوز للحفاظ على ترطيب الجسم، بالإضافة إلى المضادات الحيوية لمكافحة العدوى.
- العلاجات الجراحية: إذا لم يستجب التهاب الغدد اللعابية للعلاجات الأخرى، فقد يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي، ففي حالة تكوّن خراج، يتم تصريف العدوى وإزالة أي حصوات أو انسدادات أخرى. وقد يُستخدم المنظار أيضًا لفحص الغدة اللعابية، ويُطلق على هذا الإجراء اسم Sialendoscopy.
مضاد حيوي لالتهاب الغدد اللعابية:
تُعد المضادات الحيوية عادةً الخيار العلاجي الأول لهذا النوع من الالتهاب، ومن أكثر الأنواع شيوعًا في العلاج:
- ديكلوكساسيلين (Dicloxacillin)
- سيفالوسبورين (Cephalosporin)
- كليندامايسين (Clindamycin).
كيف أعالج التهاب الغدد اللعابية في المنزل؟
قد يوصي الطبيب ببعض الوسائل المنزلية التي تساعد على تقليل الألم وزيادة تدفق اللعاب، وتشمل:
- الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء.
- شرب عصير الليمون أو مصّ الحلوى الحامضة.
- استخدام كمادات دافئة.
- تدليك الغدد اللعابية.
- تحسين نظافة الفم.
هل يختفي التهاب الغدد اللعابية من نفسه؟
في معظم الحالات، تختفي التهابات الغدد اللعابية خلال أسبوع واحد من العلاج التحفظي، أما في حال الخضوع للجراحة، فقد يستغرق التعافي الكامل نحو أسبوعين.
وفي كثير من الأحيان يزول التهاب الغدد اللعابية أو تورمها من تلقاء نفسه أو بالعلاج التحفظي، ولكن في حال استمرار الأعراض مثل التورم أو الألم أو الحمى أو صعوبة البلع، يجب التواصل فورًا مع الطبيب، فقد تكون هناك حاجة إلى علاج طارئ.
هل التهاب الغدد اللعابية خطير؟
من دون علاج مناسب، قد ينتشر التهابات الغدد اللعابية إلى الأنسجة العميقة في الرأس والرقبة مسببًا عدوى شديدة، لذلك من المهم مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أي من الأعراض مثل الألم أو التورم أو الحمى.
هل التهاب الغددد اللعابية معدي؟
يعتمد ذلك على السبب، فإذا كان التهابات الغدد اللعابية ناتجًا عن عدوى، فقد تنتقل العدوى إلى الآخرين عن طريق العطس أو السعال أو ملامسة اللعاب المصاب. أما إذا كان السبب هو وجود حصوة في الغدد اللعابية، فلا يوجد أي خطر من انتقال الحالة للآخرين.
وقد لا يكون من الممكن الوقاية من التهابات الغدد اللعابية بشكل كامل، لكن هناك بعض الخطوات التي تساعد على تقليل خطر الإصابة به، ومنها:
- شرب كميات كافية من الماء.
- الحفاظ على نظافة الفم بشكل جيد.
- اتباع نظام غذائي صحي ومناسب للجسم.
- تجنّب التدخين واستخدام منتجات التبغ الأخرى.
يُعد التهاب الغدد اللعابية من الحالات التي قد تبدو بسيطة في بدايتها، ولكنها قد تتطور وتسبب مضاعفات إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح. التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح لتفادي أي مشاكل صحية لاحقة.
وإذا كنت تبحث عن أفضل رعاية طبية متخصصة، فإن الدكتور حسن عاشور بما يمتلكه من خبرة واسعة ومهارة عالية في مجال جراحات الأورام والمناظير المتقدمة، يُعتبر الخيار الأمثل للتعامل مع مثل هذه الحالات بدقة وأمان. لا تتردد في حجز موعد للكشف مع د. حسن عاشور للحصول على التشخيص السليم وخطة العلاج الأنسب لحالتك الصحية.