هل يمكن أن يُصاب القولون بأنواع مختلفة من الأورام؟ وهل يختلف العلاج حسب النوع؟ تعرفوا معنا من المقال التالي على أهم أنواع الأورام التي يمكن أن تُصيب القولون وأهم الفروقات بين تلك الأنواع وكيف يتم تشخيص وعلاج أورام القولون ومعلومات أخرى هامة عن تلك الأورام من خلال الفقرات التالية.
أورام القولون الحميدة
عندما يقال ورم القولون الحميد فعادة يقصد الإشارة إلى زوائد القولون وهي عبارة عن نموّات تظهر على البطانة الداخلية للقولون (الأمعاء الغليظة)، وتُعتبر نوعًا من الأورام، وهي عبارة عن كتلة أو تجمع من الخلايا غير الطبيعية.
وتُعتبر هذه الزوائد شائعة، وغالبًا ما تكون غير ضارة. ومع ذلك، يمكن لبعض الأنواع أن تتطور إلى سرطان إذا لم يتم إزالتها. ولهذا السبب يبحث الطبيب عنتلك الزوائد أثناء إجراء منظار القولون، وهو فحص يُجرى داخل القولون. وعلى الرغم من أن الزوائد نفسها ليست سرطانًا، إلا أن معظم سرطانات القولون والمستقيم تبدأ من زائدة.
ومعظم زوائد القولون تظهر بشكل عشوائي بدون طريقة محددة، ولكن هناك من يعاني من متلازمات وراثية تنتقل عبر العائلات وتتسبب في ظهورها، وقد تؤدي هذه المتلازمات إلى ظهور أعداد كبيرة من بعض أنواع الزوائد مع زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وتُعتبر الطفرات الجينية هي السبب الرئيسي لظهور زوائد القولون، فهي أخطاء تحدث في الشفرة الجينية التي تستخدمها الخلايا للتكاثر. بما أن خلايا بطانة القولون تتجدد بشكل متكرر، وتزداد فرص حدوث هذه الأخطاء، مما يؤدي إلى تغير سلوك ونمو الخلايا.
وبعض هذه الطفرات تنتقل وراثيًا، بينما يظهر البعض الآخر بشكل عشوائي رغم احتمالية مساهمة عدة عوامل فيه. ويعتقد الباحثون أن ظهور تلك الزوائد العشوائية قد يكون نتيجة لعوامل وراثية جزئية بالإضافة إلى محفزات بيئية.
ما هي أعراض وجود ورم في القولون؟
معظم أورام القولون الحميدة أو زوائد القولون، والعديد من سرطانات القولون والمستقيم، لا تتسبب في ظهور أعراص، ولهذا يُعتبر الفحص الدوري أمرًا بالغ الأهمية. ففي العادة، عندما تبدأ الأعراض بالظهور، يكون الزائدة قد تحولت بالفعل إلى سرطان.
قد تشمل الأعراض المحتملة، وإن كانت غير شائعة، ما يلي:
- علامات نزيف في القولون والمستقيم: إذا كانت لديك زوائد تنزف، قد تلاحظ وجود دم في برازك أو عند التنظيف، وقد لا يكون النزيف البطيء مرئيًا، ولكن مع مرور الوقت قد تشعر بتأثيره، مما يؤدي إلى تطور فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والذي يُسبب أعراضًا مثل الضعف والإرهاق.
- تغيرات غير مفسرة في البراز: نادرًا ما يُصاب بعض الأشخاص بالإسهال المزمن أو الإمساك المفاجئ، أو قد يبدأ بروز مخاط زائد في البراز. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تنتج عن أسباب أخرى أكثر احتمالًا من الزوائد، إلا أنها تستحق الفحص، خاصةً إذا لم يُستطع تفسيرها.
هل الورم الحميد في القولون خطير؟
يمكن أن تكون أورام القولون الحميدة أو زوائد القولون خطيرة بسبب إمكانية تحولها إلى سرطان، ومع ذلك، فإن معظم الزوائد ليست سرطانية عند اكتشافها، فقد تنمو بعض الزوائد لتصبح سرطانية مع مرور الوقت إذا تُركت دون علاج، ولهذا يقوم الأطباء بإزالتها فور اكتشافها لمنع حدوث ذلك.
أورام القولون الخبيثة (سرطان القولون)
بعد التعرف على نبذة شاملة عما يمكن أن يُعرف باسم أورام القولون الحميدة، سوف نتحدث عن أورام القولون الأكثر شيوعاً وهي الأورام الخبيثة أو ما يُعرف عادة باسم سرطان القولون، فسرطان القولون والمستقيم يبدأ في القولون (الأمعاء الغليظة)، وهو الأنبوب الطويل الذي يساعد في نقل الطعام المهضوم إلى المستقيم وخارجه من جسمك.
وتتطور أورام القولون الخبيثة أو سرطان القولون من زوائد معينة أو نموّات في البطانة الداخلية للقولون. وإذا لم يُكتشف سرطان القولون أو يُعالج، فقد ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. وبفضل اختبارات الفحص والعلاج المبكر وأنواع العلاجات الجديدة، أصبح عدد الوفيات الناتجة عن سرطان القولون أقل من ذي قبل.
ويجب الإشارة إلى أن جدار القولون يتكون من طبقات من الغشاء المخاطي والأنسجة والعضلات، ويبدأ سرطان القولون في الطبقة المخاطية، وهي البطانة الداخلية للقولون المكونة من خلايا تقوم بإنتاج وإفراز المخاط وسوائل أخرى، وإذا حدثت طفرات أو تغيرات في هذه الخلايا، فقد تتكوّن زائدة قولونية.
ومع مرور الوقت، قد تتحول زوائد القولون إلى خلايا سرطانية. (عادةً ما يستغرق الأمر حوالي 10 سنوات لتتشكل خلايا سرطانية في زائدة القولون.) وإذا تُرك السرطان دون اكتشاف أو علاج، فإنه يتقدم عبر طبقة الأنسجة والعضلات والطبقة الخارجية لقولونك. كما يمكن أن ينتشر سرطان القولون إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر العقد اللمفاوية أو الأوعية الدموية.
ولا يزال الباحثون غير متأكدين من السبب الدقيق لأورام القولون الخبيثة أو سرطان القولون، لكن هناك عوامل معينة قد تزيد من خطر الإصابة. وقد تنتشر الخلايا السرطانية من الأورام الخبيثة إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الدم والجهاز اللمفاوي. وتستطيع هذه الخلايا السرطانية أن تنمو وتغزو الأنسجة السليمة المحيطة وفي جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى حدوث حالة أكثر خطورة وأقل قابلية للعلاج.
أعراض سرطان القولون
يمكن أن يصاب الشخص بأورام القولون الخبيثة أو سرطان القولون دون ظهور أعراض، وإذا ظهرت أعراض، قد لا تكون متأكدًا مما إذا كانت التغيرات في جسمك تشير إلى سرطان القولون، حيث أن بعض أعراضه تشبه أعراض حالات أقل خطورة. وتشمل الأعراض الشائعة لسرطان القولون ما يلي:
- وجود دم في البراز أو على البراز: يجب التحدث مع الطبيب في حالة ملاحظة وجود دم في المرحاض بعد التبرز أو بعد التنظيف، أو إذا كان برازك يظهر بلون داكن أو أحمر فاتح. ومن المهم أن تتذكر أن وجود دم في البراز لا يعني بالضرورة إصابتك بسرطان القولون؛ فقد تكون الأسباب الأخرى مثل البواسير أو تمزقات الشرج أو تناول أطعمة تؤثر على لون البراز.
- تغيرات مستمرة في عادات التبرز: تحدث مع الطبيب إذا كنت تعاني من إمساك مستمر أو إسهال، أو إذا شعرت بأنك لا تزال بحاجة للتبرز بعد الذهاب إلى الحمام.
- ألم في البطن: تحدث مع الطبيب إذا كان لديك ألم في البطن بدون سبب معروف، لا يزول أو يكون شديدًا. وقد يكون لأسباب عديدة تأثير على البطن، ولكن من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب في حال وجود ألم غير معتاد أو متكرر.
- انتفاخ في البطن: إذا استمر شعورك بالانتفاخ لأكثر من أسبوع أو ازداد سوءًا، أو إذا ظهرت أعراض أخرى مثل القيء أو ظهور دم في أو على البراز، يجب مراجعة الطبيب.
- فقدان الوزن غير المفسر: وهو انخفاض ملحوظ في وزنك دون أن تحاول فقدان الوزن.
- القيء: تحدث مع الطبيب إذا كنت تتقيأ بشكل مستمر دون سبب معروف أو إذا قمت بالقيء بشكل مفرط خلال 24 ساعة.
- الشعور بالتعب وضيق التنفس: تعد هذه من أعراض فقر الدم، والذي قد يكون علامة على سرطان القولون.
تعرفوا أكثر على: الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث ودور حجم الورم في التشخيص
كيف يتم تشحيص أورام القولون؟
بعد التعرف على أشهر أنواع أورام القولون، لنتعرف تالياً على طريق تشخيص أورام القولون المختلفة:
أورام القولون الحميدة
أفضل وسيلة لاكتشاف وتحديد أورام القولون الحميدة (زوائد القولون) هي من خلال إجراء منظار القولون، وخلال هذا الفحص يتم النظر داخل القولون بواسطة كاميرا مضاءة، مما يسمح للطبيب باكتشاف وإزالة الزوائد خلال نفس الإجراء.
ويمكن للطبيب أن يقوم بتمرير أدوات عبر منظار القولون لإزالة الزوائد أو أخذ عينات من النسيج، ويتم إرسال هذه العينات إلى المختبر حيث يتم فحصها تحت الميكروسكوب لتحديد نوعها والتحقق من وجود خلايا سرطانية.
وتشمل الاختبارات الإضافية التي قد تشير إلى وجود زوائد قولونية ما يلي:
- اختبارات الدم
- اختبارات البراز
- اختبارات التصوير: مثل منظار القولون الافتراضي (نوع من الأشعة المقطعية) والمنظار بالكبسولة (يتم بواسطة كاميرا صغيرة بحجم حبة يتم ابتلاعها). كما يمكن أن تظهر الزوائد في فحص الأشعة السينية للجهاز الهضمي السفلي، المعروف أيضًا باسم حقنة الباريوم.
أورام القولون الخبيثة
يستخدم الأطباء عدة اختبارات لتشخيص أورام القولون الخبيثة أو سرطان القولون، ومنها:
- فحص CBC للدم.
- تحليل CMP.
- تحليل المستضد الجنين السرطاني (CEA)
- الأشعة السينية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan).
- الموجات فوق الصوتية.
- الخزعة.
ويجب التنويه إلى أنه يُستخدم اختبار الفحص للكشف عن السرطان عندما لا تظهر عليك أية علامات أو أعراض، وإذا أظهر اختبار الفحص أي نتئج غير طبيعية، فقد يُوصي الطبيب بإجراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص مثل:
- منظار القولون: هو الاختبار الأكثر شيوعًا لفحص سرطان القولون.
- اختبار FIT: يبحث عن آثار خفية للدم في البراز؛ حيث يقوم الطبيب بفحص عينات من البراز للكشف عن دم قد لا تراه بالعين المجردة.
- اختبار gFOBT: يعمل بطريقة مشابهة لاختبار FIT للكشف عن الدم غير المرئي في البراز.
- اختبار الحمض النووي في البراز: يبحث عن علامات للطفرات الجينية ومنتجات الدم في البراز.
- المنظار السيني المرن Flexible sigmoidoscopy: يتم استخدام منظارًا مرنًا للرؤية داخل القولون السفلي والمستقيم.
هذه الإجراءات تُساعد في تشخيص أورام القولون سواء كانت حميدة أو خبيثة، مما يساعد في التدخل المبكر وتحديد العلاج المناسب لتقليل مخاطر تحول أورام القولون الحميدة إلى سرطان.
علاج أورام القولون
بعد معرفة أنواع أورام القولون وطرق تشخيصها لنتعرف على بعض أشهر طرق العلاج:
علاج أورام القولون الحميدة:
العلاج الأساسي لأوورام القولون الحميدة أو ما يُعرف عادة باسم زوائد القولون هو إزالتها في حالة كانت غير سرطانية، وفي بعض الحالات، يقوم الطبيب بفحص العينات تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت الزوائد سرطانية أم لا، وقد تستغرق نتائج الخزعة والتشخيص أسبوعًا أو أسبوعين.
وإزالة تلك الزوائد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 80%، ومع ذلك، فإن الشخص الذي سبق قام بإزالة زوائد قولونية من قبل قد يكون عرضة للإصابة بها مرة أخرى.
علاج أورام القولون الخبيثة (سرطان القولون):
يُعتبر التدخل الجراحي هو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان القولون، وهناك عدة أنواع من الإجراءات الجراحية:
- استئصال الزوائد Polypectomy: إجراء جراحي يُستخدم لإزالة الزوائد السرطانية.
- الاستئصال الجزئي للقولون Partial Colectomy: يقوم الجراحون بإزالة الجزء من القولون الذي يحتوي على الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة، ثم يُعاد توصيل الأجزاء السليمة
- الاستئصال الجراحي مع فغر القولون Surgical Resection with Colostomy: يتم إزالة الجزء المحتوي على الورم من القولون، ولكن لا يمكن إعادة توصيل الأجزاء السليمة، فيتم إجراء Colostomy؛ حيث تُنقل الأمعاء إلى فتحة في جدار البطن لتجميع البراز في كيس خارجي.
- الاستئصال بترددات الراديو Radiofrequency Ablation: إجراء يستخدم الحرارة لتدمير خلايا السرطان.
وقد يتم الدمج بين العلاج الجراحي والعلاج المساعد (يُجرى قبل أو بعد الجراحة)، كما تُستخدم هذه العلاجات في حالات سرطان القولون الذي انتشر أو عاد، وتشمل:
- العلاج الكيميائي
- العلاج الموجه