تُعتبر المرارة من الأعضاء الحيوية في الجهاز الهضمي، حيث تقوم بتخزين العصارة الصفراوية والمساعدة في هضم الدهون، ولكن عندما تتعرض لمشاكل مثل الحصوات أو الالتهابات، قد يعاني المريض من آلام ومضاعفات تستدعي التدخل الطبي. وفي هذا المقال نستعرض معًا أفضل طرق علاج المرارة وعلاج مشاكلها الشائعة سواء بالعلاجات الطبية أو بالأساليب الطبيعية التي تساهم في تحسين وظائفها والوقاية من المضاعفات، فاحرصوا على المتابعة.
علاج المرارة
المرارة هي عضو يقوم بتخزين وإفراز العصارة الصفراوية إلى الجهاز الهضمي، وتساعد العصارة الصفراوية في عملية الهضم عن طريق تكسير الدهون الموجودة في الطعام الذي ينتقل إلى الأمعاء. كما تقوم المرارة بإرسال العصارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة، وهي عملية تساعد مجرى الدم على امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية بسهولة. وعندما تتعطل أي من هذه العمليات، قد يُصاب الشخص بعدد من مشاكل المرارة الشائعة.
والمقصود بعلاج المرارة هي طرق علاج أشهر المشاكل التي يمكن أن تُصيب المرارة، وإليكم أبرز تلك الطرق:
علاج حصوة المرارة:
معظم الأشخاص المصابين بحصوات في المرارة ولا تظهر لديهم أعراض لن يحتاجوا إلى علاج على الإطلاق، وسيحدد طبيبك ما إذا كان العلاج ضروريًا بناءً على الأعراض ونتائج الفحوصات التشخيصية.
وقد يوصي طبيبك بمتابعة ظهور أعراض مضاعفات حصوات المرارة، مثل زيادة شدة الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وإذا ظهرت علامات وأعراض حصوات المرارة في المستقبل، يمكنك حينها الخضوع للعلاج.
وتشمل خيارات علاج المرارة المصابة بالحصوات ما يلي:
- استئصال المرارة: قد يوصي طبيبك بالجراحة لإزالة المرارة، نظرًا لأن حصوات المرارة غالبًا ما تتكرر. وبعد إزالة المرارة، تتدفق العصارة الصفراوية مباشرة من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة بدلاً من تخزينها في المرارة.
- أدوية تفتيت حصوات المرارة: قد تساعد الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم على إذابة حصوات المرارة، ولكن قد يستغرق العلاج شهورًا أو سنوات لإذابة الحصوات بهذه الطريقة، ومن المحتمل أن تتكون الحصوات مرة أخرى إذا تم إيقاف العلاج.
- استئصال المرارة بالمنظار: يتم إدخال أدوات جراحية خاصة وكاميرا فيديو صغيرة عبر شقوق في البطن أثناء استئصال المرارة بالمنظار. ويُنفخ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لإتاحة مساحة للجراح للعمل باستخدام الأدوات الجراحية.
اقرأ أيضاً: أفضل دكتور لإجراء عملية استئصال المرارة بنجاح
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
علاج التهاب المرارة:
غالبًا ما يتضمن علاج التهاب المرارة البقاء في المستشفى للتحكم في التورم والتهيج المعروف بالالتهاب في المرارة. وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة. في المستشفى، قد تشمل طرق علاج المرارة الملتهبة المستخدمة للتحكم في الأعراض ما يلي:
- الصيام: قد لا تتمكن من الأكل أو الشرب في البداية لتقليل الضغط على المرارة الملتهبة.
- السوائل عبر الوريد في الذراع: يساعد هذا العلاج في منع فقدان سوائل الجسم (الجفاف).
- المضادات الحيوية لمحاربة العدوى: قد تحتاج إليها إذا كانت المرارة مصابة بعدوى.
- مسكنات الألم: يمكن أن تساعد في السيطرة على الألم حتى يزول الالتهاب في المرارة.
- إزالة الحصوات: قد تخضع لإجراء يُسمى تصوير القنوات الصفراوية والبنكرياس بالمنظار (ERCP). ويستخدم هذا الإجراء صبغة لتوضيح القنوات الصفراوية أثناء التصوير، ثم يمكن للطبيب استخدام أدوات لإزالة الحصوات التي تسد القنوات الصفراوية أو القناة المرارية.
ومن المحتمل أن تتحسن الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام. لكن غالبًا ما يعود التهاب المرارة مرة أخرى. ومع مرور الوقت، يحتاج معظم المصابين بالتهاب المرارة إلى جراحة لإزالة المرارة (استئصال المرارة).
اقرأ أيضاً: ماذا يأكل مريض المرارة؟ وما هي مهيجات المرارة التي بجب الابتعاد عنها؟
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
علاج سرطان المرارة:
غالبًا ما يتضمن علاج سرطان المرارة إجراء عملية جراحية، وإذا كان السرطان قد انتشر إلى الأعضاء القريبة، فقد لا تكون الجراحة ممكنة. وفي هذه الحالة قد يبدأ العلاج بالعلاج الإشعاعي أو الأدوية مثل العلاج الكيميائي. ويعتمد أفضل علاج لسرطان المرارة على مرحلة السرطان، وحالتك الصحية، وما تفضله أنت. وتتضمن طرق علاج المرارة المصابة بالسرطان ما يلي:
الجراحة:
تُستخدم الجراحة لعلاج سرطان المرارة الذي لم ينتشر خارج المرارة. وتشمل أنواع الجراحة لعلاج المرارة ما يلي:
- جراحة لإزالة المرارة: يُعالج سرطان المرارة في مراحله المبكرة، الذي لم ينمو خارج المرارة، بعملية جراحية لإزالة المرارة تُسمى استئصال المرارة.
- جراحة لإزالة المرارة وجزء من الكبد: في بعض الحالات، عندما ينمو سرطان المرارة خارج المرارة ويمتد إلى الكبد، يُعالج أحيانًا بجراحة لإزالة المرارة مع أجزاء من الكبد والقنوات الصفراوية المحيطة بها.
وإذا كان سرطان المرارة صغيرًا ويمكن إزالته بالكامل باستئصال المرارة، فقد لا تحتاج إلى علاجات أخرى.
العلاج الكيميائي:
يعالج العلاج الكيميائي السرطان باستخدام أدوية قوية، ومعظم أدوية العلاج الكيميائي تُعطى عن طريق الوريد، بينما بعضها يكون على شكل أقراص.
قد يقترح الطبيب العلاج الكيميائي بعد الجراحة إذا كان هناك خطر من بقاء بعض خلايا سرطان المرارة. وأحيانًا يُعطى العلاج الكيميائي قبل الجراحة. كما يمكن استخدامه للتحكم في السرطان عندما تكون الجراحة غير ممكنة.
العلاج الإشعاعي:
يعالج العلاج الإشعاعي السرطان باستخدام حزم قوية من الطاقة، وقد تأتي هذه الطاقة من الأشعة السينية أو البروتونات أو مصادر أخرى. ويُستخدم العلاج الإشعاعي أحيانًا مع العلاج الكيميائي بعد الجراحة إذا لم يكن من الممكن إزالة السرطان بالكامل. كما يمكن أن يساعد في السيطرة على سرطان المرارة المسبب للألم أو اليرقان عندما لا تكون الجراحة ممكنة.
العلاج الموجّه:
العلاج الموجّه للسرطان هو علاج يستخدم أدوية تستهدف مواد كيميائية معينة في الخلايا السرطانية. ومن خلال حجب هذه المواد، يمكن للعلاجات الموجهة أن تؤدي إلى موت الخلايا السرطانية. ولا تُستخدم أدوية العلاج الموجّه إلا عند الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم السرطانية على تغييرات معينة يمكن استهدافها. وقد يتم فحص خلايا السرطان لديك لمعرفة ما إذا كان العلاج الموجّه من المرجح أن يفيدك.
العلاج المناعي:
العلاج المناعي للسرطان هو علاج بالأدوية يساعد جهاز المناعة في الجسم على قتل الخلايا السرطانية، ويعمل جهاز المناعة على محاربة الأمراض بمهاجمة الجراثيم والخلايا غير الطبيعية. لكن الخلايا السرطانية تنجو من خلال الاختباء من جهاز المناعة، ويساعد العلاج المناعي جهاز المناعة على العثور على الخلايا السرطانية وقتلها. وعادةً ما يُستخدم العلاج المناعي لسرطانات المرارة التي تنمو بشكل كبير جدًا أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
علاج بالمرارة بطرق طبيعية
بعد معرفة طرق علاج المرارة بمشاكلها الشائعة بطرق طبية، نتحدث الآن عن بعص الطرق الطبيعية التي يُعتقد أنها تساعد في تخفيف ألم المرارة والأعراض:
- ممارسة الرياضة: ممارسة النشاط البدني بانتظام أظهرت تأثيرًا إيجابيًا على الجهاز الصفراوي، حيث يمكن أن تقلل من مستويات الكوليسترول وتساعد على منع تكوّن حصوات المرارة. ومن المهم استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نشاط بدني مجهد، فعبى الرغم من أن الرياضة مفيدة، إلا أن بعض التمارين قد تسبب ضغطًا على البطن وتزيد الأعراض سوءًا.
- تغيير النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون يمكن أن يساهم في أمراض المرارة وتكوّن الحصوات، ويساعد النظام الغذائي قليل الدهون والغني بالألياف على الوقاية من الحصوات وتحسين الصحة.
- الكمادات الساخنة: يمكن أن يكون تطبيق الحرارة مهدئًا ويساعد في تخفيف الألم، وبالنسبة لصحة المرارة، قد تساعد الكمادات الساخنة في تهدئة التشنجات وتخفيف الضغط الناتج عن تراكم العصارة الصفراوية. ويجب الحذر من وضع السطح الساخن مباشرة على الجلد لتجنب الحروق.
- المغنيسيوم: وجدت أبحاث عام 2018 علاقة بين زيادة تناول المغنيسيوم وانخفاض احتمالية تكوّن حصوات المرارة، وهذا يعني أن نقص المغنيسيوم قد يزيد من خطر تكوّن الحصوات.
- الهندباء البرية: أظهرت دراسة أن الهندباء قد تمتلك خصائص مضادة للالتهاب يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض بعض مشكلات المعدة، بما في ذلك حصوات المرارة. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، خاصةً تأثيرها على مرض حصوات المرارة.
- عشبة الليسيماشيا Lysimachiae herba: تُستخدم هذه العشبة بشكل شائع في الطب الصيني، وقد وُجد أنها تحتوي على مضادات أكسدة تساعد الجسم في محاربة الجذور الحرة المرتبطة بعدة أمراض. ولكن ما زالت هناك حاجة إلى أبحاث إضافية على البشر لتأكيد هذا التأثير.
- الوخز بالإبر: يُعرف الوخز بالإبر بقدرته على تخفيف الألم الناتج عن المغص الصفراوي، ولا توجد أدلة بحثية مؤكدة حول تأثير الوخز بالإبر على أمراض المرارة أو حصواتها تحديدًا، لكن هناك عدة تجارب سريرية جارية حاليًا لفحص هذا الاحتمال.
علاج المرارة واختيار الطريقة الأنسب للتعامل مع مشاكلها أمرًا يعتمد على التشخيص الدقيق لحالتك الصحية. سواء كان العلاج دوائيًا، جراحيًا أو حتى باتباع بعض الطرق الطبيعية المساعدة، فإن المتابعة مع طبيب متخصص تُعد الخطوة الأهم لضمان علاج فعال وآمن.
ويمكنك حجز موعد للكشف عند دكتور حسن عاشور، أحد أفضل الأطباء المتخصصين في هذا المجال، حيث يتمتع بخبرة واسعة تؤهله لتحديد سبب المشكلة بدقة ووضع خطة العلاج المناسبة لحالتك، مما يضمن لك راحة أسرع وحياة صحية أفضل.
