المرارة من الأعضاء الصغيرة في الجهاز الهضمي، لكنها تقوم بوظيفة حيوية من خلال تخزين العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون. ورغم صغر حجمها، إلا أن المرارة قد تتعرض لمجموعة من المشكلات الصحية مثل الحصوات، الالتهابات، واضطرابات القنوات الصفراوية، مما يسبب أعراضًا مزعجة، فما هي أبرز مشاكل المرارة؟ ومتى تتعرض لتلك المشاكل؟ وكيف يمكن التعرف عليها وتتعامل معها بالشكل الصحيح؟ الإجابات بالتفصيل في الفقرلا التالي ذكرها.
ما المقصود بمشاكل المرارة؟
تشير مشاكل المرارة إلى أي حالة تؤثر في صحة المرارة، والمرارة هي عضو صغير في الجهاز الهضمي، وظيفته تخزين جزء من العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد، ثم إرسالها إلى الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الطعام، وذلك عبر مجموعة من القنوات تُسمّى القنوات الصفراوية.
وقد تبدأ مشاكل المرارة داخلها مباشرة أو في القنوات الصفراوية المتصلة بها. وأي عدوى أو انسداد في هذه القنوات يمكن أن يمتد إلى المرارة نفسها. وبما أن القنوات الصفراوية تربط المرارة بأعضاء أخرى في الجهاز الهضمي، فإن مشاكل المرارة قد تؤثر أيضًا في تلك الأعضاء.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أشهر مشاكل المرارة
تشمل أمراض أو مشاكل المرارة ما يلي:
1- حصوات المرارة:
تُعد حصوات المرارة السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل المرارة، لكنها لا تسبب دائمًا أعراضًا. وتتكون الحصوات عندما تتراكم بعض مكوّنات العصارة الصفراوية في المرارة، وغالبًا الكوليسترول، لتكوّن تكتلات صلبة تستمر في النمو. قد يعيش الشخص بوجود الحصوات دون أن يعلم بوجودها إذا لم تسبب انسدادًا. ولكن عندما تسد مسار العصارة الصفراوية داخل المرارة أو القنوات الصفراوية، فإنها تؤدي إلى مشكلات خطيرة.
2- التهاب المرارة:
يُعتبر التهاب المرارة أكثر أمراض المرارة شيوعًا، وينتج غالبًا عن انسداد تدفق العصارة الصفراوية بواسطة الحصوات، وقد يكون علامة على عدوى، أو انسداد وظيفي، أو في حالات نادرة سرطان. والالتهاب المزمن قد يسبب تليّف أنسجة المرارة، وفي النهاية غرغرينا أو حتى ثقب في المرارة.
3- خلل الحركة الصفراوية (Biliary dyskinesia):
يُعرف أيضًا باضطراب وظيفة المرارة. يحدث نتيجة خلل في قدرة المرارة على دفع العصارة الصفراوية إلى القنوات الصفراوية، وتأثيره يشبه الحصوات أو أي انسداد آخر، حيث يؤدي إلى ارتجاع العصارة داخل المرارة والتسبب في التهاب مزمن. ويعود السبب هنا إلى مشكلة ميكانيكية في العضلات أو الأعصاب.
4- الغرغرينا (Gangrene):
من أخطر مضاعفات التهاب المرارة المزمن، فقد يؤدي الانتفاخ والتمدد المستمر للمرارة إلى موت أنسجتها. والأنسجة الميتة عرضة للانفجار أو التمزق، مما قد يسبب عدوى خطيرة في تجويف البطن (التهاب الصفاق). ولهذا يجب التعامل مع التهاب المرارة بجدية.
5- سرطان المرارة:
يُعد من الأمراض النادرة لكنه خطير، وغالبًا لا تظهر أعراض سرطان المرارة إلا في مراحل متأخرة، لذلك يتعامل الأطباء بحذر مع أي عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة. ومعظم الأورام أو الزوائد (السلائل) في المرارة تكون حميدة، لكن إذا كان حجمها أكبر من الطبيعي، فقد يوصي الطبيب باستئصالها كإجراء وقائي.
6- أمراض القنوات الصفراوية:
تشير إلى أي مرض يصيب القنوات الصفراوية، وغالبًا تبدأ بالتهاب القنوات الصفراوية (Cholangitis)، والذي قد ينشأ نتيجة عدوى مؤقتة، أو انسداد، أو اضطراب مناعي ذاتي تقدّمي مثل التليف الصفراوي الأولي. والالتهاب المزمن قد يسبب تليّفًا وتضيّقًا في القنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى ارتجاع العصارة إلى المرارة والكبد.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
متى تتعرض لمشاكل المرارة؟
تزداد احتمالية الإصابة بأمراض المرارة عند وجود حصوات المرارة. ومن أبرز عوامل الخطر:
- النظام الغذائي الغني بالكوليسترول: حصوات الكوليسترول، الناتجة عن زيادة الكوليسترول في المرارة، هي النوع الأكثر شيوعًا.
- زيادة الوزن والسمنة: الوزن الزائد يؤدي إلى إنتاج الجسم كميات كبيرة من الكوليسترول، خاصةً عند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن 30.
- التقدم في العمر: الأشخاص فوق سن الـ 60 أكثر عرضة لتكوّن الحصوات، على الأرجح بسبب تراكم مكونات العصارة الصفراوية مع مرور الوقت.
- النساء: النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بحصوات المرارة بمعدل يزيد عن الضعف، ويرتبط ذلك بزيادة هرمون الإستروجين، خاصة أثناء الحمل، حيث يزيد الكوليسترول ويبطؤ إفراغ المرارة.
- التاريخ العائلي: حوالي 25% من أمراض المرارة قد تكون وراثية، وقد اكتشف العلماء ما يصل إلى 12 جينًا مختلفًا قد يكون لها دور في ذلك.
- مرض السكّري: مرضى السكّري أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، بسبب ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية.
- مرض كرون (Crohn’s disease): المصابون به معرضون أكثر للإصابة بحصوات المرارة لضعف قدرتهم على امتصاص أملاح الصفراء التي تساعد على تكسير الكوليسترول في المرارة.
- تشمع الكبد (Cirrhosis): هذا المرض المتأخر في الكبد يبطئ تدفق العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة، مما يؤدي إلى تراكمها.
- فقر الدم المنجلي (Sickle cell disease): يسبب تراكم البيليروبين في المرارة، مما يؤدي إلى تكوّن حصوات الصبغة الصفراوية (pigmented gallstones).
- التغذية الوريدية الكاملة (Total parenteral nutrition): الأشخاص الذين يتلقون تغذية عبر الوريد لفترات طويلة عرضة لتراكم العصارة الصفراوية بسبب قلة نشاط الجهاز الهضمي.
- أدوية خفض الكوليسترول: تعمل على تقليل الكوليسترول في الدم لكنها قد تؤدي إلى تراكمه في المرارة.
اعراض مشاكل المرارة
يمكن أن تختلف أعراض مشاكل المرارة حسب الحالة، وتشمل:
- ألم في منتصف أو أعلى البطن من الجهة اليمنى، وقد يتراوح بين خفيف وشديد.
- الغثيان أو القيء.
- الحمى والقشعريرة.
- تغيّرات في حركة الأمعاء مثل الإسهال أو براز فاتح اللون.
- البول الداكن.
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
- فقدان الشهية ونقص الوزن.
تشخيص مشاكل المرارة
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات والتحاليل، منها:
- صورة الدم الكاملة (Complete blood count): لقياس مستوى كريات الدم البيضاء، والذي قد يشير إلى وجود عدوى أو التهاب.
- اختبارات وظائف الكبد (Liver function tests): تساعد في الكشف عن انسداد القنوات الصفراوية.
- اختبارات وظائف البنكرياس (Pancreas function tests): تساعد في اكتشاف انسداد القناة البنكرياسية.
- الأشعة الصوتية على البطن (Abdominal ultrasound): فحص غير جراحي يُظهر وجود التهابات أو انسدادات أو أورام في المرارة أو القنوات الصفراوية.
- مسح HIDA: فحص تصويري يقيس قدرة المرارة على تفريغ العصارة الصفراوية في الأمعاء الدقيقة وتدفق العصارة عبر القنوات الصفراوية.
- تصوير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالمنظار والأشعة (ERCP): يجمع بين تقنية الأشعة السينية والمنظار (كاميرا مضيئة في نهاية أنبوب طويل). يُدخل المنظار عبر الحلق إلى البطن لفحص الأعضاء، وتساعد الأشعة في إظهار القنوات الصفراوية. وإذا وُجد انسداد، يمكن للطبيب علاجه فورًا باستخدام أدوات دقيقة عبر المنظار.
- الأشعة الصوتية بالمنظار (Endoscopic Ultrasound): يجمع بين تقنية الموجات فوق الصوتية والمنظار، ويُدخل المنظار المجهز بتقنية الموجات فوق الصوتية عبر الحلق إلى البطن لفحص الأعضاء، حيث تساعد الصور الموجية في إظهار القنوات الصفراوية، البنكرياس، المرارة، والكبد. وإذا كشف الفحص عن مشكلة، فقد يطلب الطبيب فحوصات أو إجراءات إضافية للعلاج.
علاج مشاكل المرارة
- مسكنات الألم: في نوبات المغص الصفراوي الحاد أو ما يُعرف بهجمات المرارة، قد تكون هناك حاجة إلى أدوية مسكّنة يصفها الطبيب للتحكم في الألم، ويُحدد نوع الدواء المناسب بناءً على التاريخ الطبي والأعراض.
- المضادات الحيوية: في حال وجود عدوى، يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاجها، وغالبًا ما تكون خطوة أولية قبل التدخل الجراحي.
- التدخل بالمنظار: يمكن للطبيب معالجة بعض مشاكل المرارة البسيطة باستخدام المنظار قبل اللجوء للجراحة. وفحص ERCP و/أو EUS قد يُظهر الانسدادات أو الأورام أو الحصوات. وأثناء الفحص، قد يتمكّن الطبيب من إزالة حصوات المرارة، أو وضع دعامات لفتح القنوات الصفراوية، أو أخذ عينات نسيجية للفحص (خزعة).
- الجراحة: تُعد جراحة استئصال المرارة (Cholecystectomy) الحل الدائم والفعّال لمشاكل المرارة المزمنة. وهي إجراء شائع، ويمكن العيش بصورة طبيعية وصحية من دون المرارة.
معظم المرضى يخضعون للجراحة باستخدام المنظار من خلال عدة شقوق صغيرة فقط، مما يقلل من الألم والندوب بعد العملية. وفي بعض الحالات الأكثر تعقيدًا، مثل العدوى الشديدة أو سرطان المرارة، قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة المفتوحة.
وفي الختام يجب التنويه إلى أت مشاكل المرارة قد تبدأ بأعراض بسيطة لكنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. ولهذا فإن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية من الخطوات الأساسية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنّب المضاعفات. وإذا كنت تبحث عن رعاية طبية متخصصة وخبرة متميزة في تشخيص وعلاج أمراض المرارة، فإن الدكتور حسن عاشور من أفضل الأطباء في هذا المجال بفضل خبرته الطويلة واهتمامه برعاية مرضاه. لا تتردد في حجز موعدك الآن مع الدكتور حسن عاشور للبدء في رحلة علاج آمنة.