الفتق هو مشكلة شائعة تحدث للرجال والنساء وتتطلب العلاج في العديد من الحالات، وفي المقال التالي سوف نتعرف على تعريق الفتق وأنواعه ولماذا يحدث؟ وأين يظهر في مناطق الجسم المختلفة؟ كما سنتعرف على طرق علاجه المختلفة واحتمال علاجه في المنزل ومعلومات أخرى عديدة، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو الفتق؟
يحدث الفتق عندما يبرز جزء من أعضائك الداخلية من خلال فتحة أو ضعف في العضلات أو الأنسجة التي تحتويه. ومعظم الحالات تشمل أحد أعضاء البطن التي تدفع من خلال أحد جدران التجويف البطني. ويمكن أن يحدث تدريجيًا مع التقدم في العمر والتآكل الطبيعي للعضلات بمرور الوقت. كما يمكن أن يكون ناتجًا عن إصابة، أو جراحة، أو اضطراب خلقي عند الولادة.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ما هي الأماكن التي يظهر فيها الفتق؟
يمكن أن يظهر في عدة مناطق من الجسم، وتشمل:
- الفخذ: يظهر نتوء أسفل الفخذ وهو أكثر شيوعاً عند النساء (الفتق الفخذي) أو يمكن أن يظهر على شكل انتفاخ في الفخذ وقد يمتد إلى كيس الصفن عند الرجال (الفتق الإربي).
- الجزء العلوي من المعدة: يحدث عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة من التجويف البطني إلى التجويف الصدري عبر فتحة في الحجاب الحاجز (الفتق الحجابي أو الحجاب الحاجز).
- السرة: يظهر على شكل بروز في منطقة السرة أو بالقرب منها (الفتق السري أو حول السرة)
- ندبة جراحية: قد يحدث بعد جراحة سابقة في البطن، حيث يبرز من خلال الندبة الجراحية.(الفتق الجراحي).
أنواع الفتق
هناك عدة أنواع مختلفة، وفيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا:
الفتق الإربي:
يُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما تدفع الأمعاء من خلال نقطة ضعيفة أو تمزق في الجدار السفلي للبطن، وغالبًا ما يكون في القناة الأربية. والقناة الأربية موجودة في منطقة الفخذ، ولدى الرجال، يمر الحبل المنوي من البطن إلى كيس الصفن عبر هذه القناة، حيث يتصل بالخصيتين. أما لدى النساء، فتحتوي القناة الأربية على رباط دائري يساعد في تثبيت الرحم في مكانه.
يعد هذا النوع أكثر شيوعًا لدى الرجال لأن الخصيتين تنزلان عبر القناة الأربية بعد الولادة مباشرة. ومن المفترض أن تُغلق القناة بالكامل تقريبًا بعد نزول الخصيتين، لكن في بعض الحالات لا تُغلق بشكل صحيح، مما يترك منطقة ضعيفة.
الفتق الحجابي:
يحدث هذا النوع عندما يبرز جزء من المعدة إلى الأعلى عبر الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر. والحجاب الحاجز هو طبقة من العضلات تساعدك على التنفس عن طريق الانقباض وسحب الهواء إلى الرئتين، كما أنه يفصل بين أعضاء البطن والصدر.
ويُعد هذا النوع أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وإذا وُجد لدى الأطفال، فعادةً ما يكون بسبب اضطراب خلقي عند الولادة. وغالبًا ما يتسبب الفتق الحجابي في الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، حيث تتسرب محتويات المعدة إلى المريء، مما يسبب إحساسًا بالحرقان.
الفتق السري:
يمكن أن يؤثر هذا النوع على الأطفال والرضع، حيث يحدث عندما تبرز الأمعاء من خلال جدار البطن بالقرب من السرة. قد تلاحظ بروزًا في أو بالقرب من سرة الطفل، خاصةً عند البكاء.
وهذا النوع هو النوع الوحيد الذي يختفي غالبًا من تلقاء نفسه مع قوة عضلات جدار البطن، وعادةً ما يحدث ذلك بحلول عمر سنة إلى سنتين. وإذا لم يختف بحلول سن الخامسة، يمكن إجراء جراحة لإصلاحه. كما يمكن أن يحدث لدى البالغين نتيجة الضغط المتكرر على البطن بسبب حالات مثل السمنة، أو تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء)، أو الحمل.
الفتق الجانبي أو البطني:
يحدث هذا النوع عندما تبرز الأنسجة من خلال فتحة في عضلات البطن، وقد تلاحظ أن هذا النوع يتقلص حجمه عند الاستلقاء. ويمكن أن يكون هذا النوع موجودًا منذ الولادة، ولكنه غالبًا ما يكون مكتسبًا خلال الحياة. وتشمل العوامل الشائعة التي تؤدي إلى تكوينه السمنة، الحمل، والأنشطة المجهدة.
ويمكن أن يظهر أيضًا في موقع جرح جراحي سابق، ويُعرف حينها باسم النوع الجراحي، والذي قد ينتج عن تندب الجراحة أو ضعف عضلات البطن في موقع الجراحة.
أعراض الفتق
لا تسبب جميع الحالات أعراضًا، وقد تختلف الأعراض حسب النوع، ولكن من العلامات الواضحة للفتق ظهور نتوء مرئي أو بروز يظهر أثناء القيام بأنشطة معينة أو عند اتخاذ وضعيات جسدية معينة، ثم يختفي في أوقات أخرى.
وقد تشعر أيضًا بضغط أو ألم خفيف أو وخز عند خروجه، ويمكن أن يبرز عند الإجهاد، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو الضحك، أو السعال. وقد تتمكن من رؤية أو الشعور بالفتق عندما تكون في وضعية القرفصاء، أو الانحناء، أو عند بذل مجهود. وبالنسبة للأطفال الرضع، قد يظهر عندما يبكون أو يتبرزون، وقد يصبحون أكثر انزعاجًا بسببه.
هل تختلف أعراض الفتق بين الرجال والنساء؟
في العادة، لا تختلف الأعراض كثيرًا، ولكن هناك بعض الاستثناءات، فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينزلق النوع الإربي في بعض الأحيان إلى الأعضاء التناسلية، مما قد يسبب تورمًا واضحًا في كيس الصفن عند الرجال. كما أن النوع الفخذي أكثر شيوعًا لدى النساء، وقد يتسبب في ألم غير مبرر في الفخذ دون وجود نتوء مرئي.
كيف يكون شكل الفتق؟
عندما يكون مرئيًا، يبدو ككتلة أو بروز في مكان غير معتاد، مثل البطن أو الجزء العلوي من الفخذ الداخلي. وقد يكون مرئيًا في بعض الأحيان ويختفي في أوقات أخرى. وبعض الفتوق تكون عميقة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها من الخارج، مثل النوع الفخذي أو الحجابي.
هل الفتق يؤلم عند لمسه؟
قد لا تشعر به على الإطلاق، أو قد تشعر بضغط، أو ألم خفيف، أو ألم حاد عند خروجه. وإذا كنت تعاني من انزعاج متكرر، فمن الأفضل استشارة طبيب. فبعض الأنواع وخاصة الحجابي قد تُسبب ارتجاعًا حمضيًا مزمنًا، والذي قد تشعر به كحرقة في المعدة أو عسر هضم.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أسباب حدوث الفتق
يحدث عادة بسبب مزيج من ضعف العضلات والإجهاد، وقد يتطور بسرعة أو على مدى فترة طويلة من الزمن. وتشمل الأسباب الشائعة لضعف العضلات أو الإجهاد التي قد تؤدي لحدوثه:
- اضطراب خلقي يحدث أثناء نمو الجنين في الرحم ويكون موجودًا عند الولادة.
- التقدم في العمر.
- تلف ناتج عن إصابة أو جراحة.
- التمارين الشاقة أو رفع الأوزان الثقيلة.
- السعال المزمن أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- الحمل، خاصةً في حالات الحمل المتعدد.
- الإمساك المزمن الذي يؤدي إلى الإجهاد أثناء التبرز.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- الاستسقاء (تراكم السوائل في البطن).
كما توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة به، مثل:
- الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
- التقدم في العمر.
- السعال المزمن (بسبب الضغط المتكرر على البطن).
- التليف الكيسي.
- الحمل.
- الإمساك المزمن.
- السمنة أو زيادة الوزن.
- التدخين، حيث يؤدي إلى ضعف الأنسجة الضامة.
- التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بهذه المشكلة.
كيف يتم علاج الفتق؟
معظم الحالات تتطلب إصلاحًا جراحيًا، ولكن ليس بالضرورة على الفور، فإذا كان صغيرًا أو خفيفًا ولا يظهر إلا في بعض الأوقات، فقد يقوم الطبيب بالمراقبة والانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتفاقم بمرور الوقت. ولكن نظرًا لأنه بالفعل يميل إلى التفاقم أو الزيدة مع الوقت، فإن الأطباء عادةً ما يوصون بإصلاحه. باستثناء الفتق السري عند الرضع، فإنه لا يختفي من تلقاء نفسه.
وتُعد جراحة إصلاح الفتق أو عملية الفتق من العمليات الشائعة، وعادةً ما تكون بسيطة ما لم تحدث مضاعفات، حيث يقوم الجراح بإعادة الأنسجة المنفتقة إلى مكانها الطبيعي وتعزيز الحاجز الذي اخترقته باستخدام الغرز أو الشبكة الجراحية.
وتشمل الطرق الجراحية المستخدمة:
- الجراحة بالمنظار: يستخدم الجراح منظارًا رفيعًا يحتوي على كاميرا مضيئة يتم إدخاله عبر شق صغير لرؤية موقع الجراحة، بينما تُستخدم أدوات جراحية طويلة ورفيعة عبر شقوق أخرى لإصلاح المشكلة.
- الجراحة الروبوتية: تشبه الجراحة بالمنظار، لكن الجراح يتحكم في الأدوات الجراحية عبر وحدة تحكم حاسوبية باستخدام ذراع روبوت.
- الجراحة التقليدية المفتوحة: بعض الفتوق قد تتطلب جراحة مفتوحة في حالات معينة.
الفتق السري الخلقي غالبًا ما يُغلق تلقائيًا مع نمو الطفل، لكن في بعض الحالات قد يتطلب جراحة إصلاحية. والنوع الحجابي قد لا يحتاج إلى إصلاح جراحي، ولكن إذا تسبب في ارتجاع معدي مريئي مزمن، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية يتم فيها لف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء وتثبيته بالغرز لمنع الارتجاع.
هل يذهب الفتق من تلقاء نفسه؟
قد لا يسبب النوع الصغير أي إزعاج كبير، لكنه يميل إلى الازدياد في الحجم بمرور الوقت. ومع استمرار توسع الفتحة في جدار العضلات، يبدأ المزيد من الأنسجة في البروز من خلالها. كلما زادت كمية الأنسجة التي تبرز، زادت احتمالية أن تصبح محتبسة، مما قد يؤدي إلى الألم ومضاعفات أخرى.
هل يمكن ترك الفتق بدون جراحة؟
الطريقة الوحيدة الفعالة لعلاج الفتق هي من خلال الجراحة، ويعتمد قرار الحاجة إلى الجراحة على حجمه وشدة الأعراض. وقد يختار الطبيب مراقبته تحسبًا لحدوث مضاعفات، وتُعرف هذه الطريقة باسم المراقبة اليقظة.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يساعد ارتداء دعامة في تخفيف الأعراض، والدعامة هي نوع من الملابس الداعمة التي تساعد على إبقاءه في مكانه، ولكن يجب استشارة الطبيب لضمان ملاءمتها قبل استخدامها. وإذا كنت تعاني من النوع الحجابي، فقد تساعد بعض الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة في تخفيف الأعراض، مثل:
- مضادات الحموضة
- حاصرات مستقبلات الهيستامين
- مثبطات مضخة البروتون
هل يمكن علاج الفتق في المنزل؟
لا يمكن للعلاجات المنزلية علاج هذه المشكلة، ولكن يمكنها المساعدة في تخفيف الأعراض. وقد تتضمن الخطوات التي يمكن تجربتها:
- زيادة تناول الألياف حيث قد يساعد في تخفيف الإمساك، لأن الإجهاد أثناء التبرز يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حدة المشكلة. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات.
- عمل تعديلات في النظام الغذائي والتي قد تساعد في تحسين أعراض النوع الحجابي. ويُفضل تجنب الوجبات الكبيرة أو الثقيلة، وتجنب الاستلقاء أو الانحناء بعد الأكل، والحفاظ على وزن صحي.
- تجنب الأطعمة التي تزيد أو تحفز الارتجاع الحمضي لتقليل الارتجاع الحمضي مثل الأطعمة الحارة أو التي تحتوي على الطماطم.
- الإقلاع عن التدخين قد يساعد أيضًا، حيث إن التدخين يضعف الأنسجة الضامة.
هل الفتق خطير؟
معظم الحالات ليست خطيرة، لكنها قد تصبح خطيرة بمرور الوقت. وقد يُصبح خطرًا إذا انحشر في الفتحة التي خرج منها ولم يتمكن من العودة إلى مكانه الطبيعي، ويمكن أن يسبب ذلك ألمًا شديدًا. وفي الحالات القصوى، قد يُقطع تدفق الدم عن الأنسجة المحتبسة، مما يؤدي إلى موت الأنسجة (النخر).
ونظراً لأن الفتق يميل إلى التفاقم مع مرور الوقت، فغالبًا ما يتطلب الجراحة في النهاية. وتتضمن المضاعفات المحتملة للفتق:
- الانحباس: يحدث عندما يصبح الفتق محصورًا في الفتحة ولا يمكن دفعه إلى الداخل، مما يؤدي إلى زيادة الألم والتورم.
- انسداد الأمعاء: إذا كان جزء من الأمعاء محبوسًا، فقد يؤدي ذلك إلى انسداد معوي، مما يمنع مرور الطعام أو الغازات.
- الفتق المختنق: إذا لم تحصل الأنسجة المحبوسة على إمداد كافٍ من الدم، فقد يؤدي ذلك إلى موت الأنسجة (النخر أو الغرغرينا).
مضاعفات الفتق الحجابي تختلف قليلاً، فبشكل عام، لا تميل الأعضاء التي تبرز عبر الحجاب الحاجز إلى الانحشار مثل الفتوق الأخرى. ونادرًا ما يسبب الفتق الحجابي مضاعفات خطيرة، باستثناء الارتجاع المعدي المريئي المزمن.
من ناحية أخرى، يُعد الفتق الحجابي الخلقي حالة خطيرة تؤثر على تطور الأعضاء الداخلية لدى الجنين، ويحتاج الأطفال المصابون به إلى رعاية طبية مكثفة بعد الولادة.
